ثم قال: حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: "سألنا ابن عمر عن رجل قدم بعمرة فطاف بالبيت، ولم يطف بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته؟ "، فقال: "قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وبين الصفا والمروة سبعاً، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة: يعني لا بد من السعي، ولا يتحلل بالطواف وحده.
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو الربيع الزهراني عن حماد بن زيد ح وحدثنا عبد بن حميد، قال أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج جميعاً عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- نحو حديث ابن عيينه.
ثم قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو وهو ابن الحارث، عن محمد بن عبد الرحمن أن رجلاً من أهل العراق قال له: سل لي عروة بن الزبير عن رجل يهل بالحج، فإذا طاف بالبيت أيحل أم لا؟ فإن قال لك لا يحل: يعني بمجرد الطواف، فقل له: إن رجلاً يقول ذلك، قال: فسألته فقال لا يحل من أهل بالحج إلا بالحج: يعني بأداء أعمال الحج، قلت: فإن رجلاً كان يقول ذلك، قال: "بئس ما قال"، فتصداني الرجل فسألني: فتصداني يعني تعرض لي ذلك الرجل، فسألني فحدثته: يعني سأل الواسطة، الرجل الذي كلف الواسطة بالسؤال تصدى لمن تولى السؤال، فحدثه به: بجواب عروة، قال: فقل له: فإن رجلاً كان يخبر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فعل ذلك، وما شأن أسماء والزبير فعلا ذلك: يعني أمه وأبوه فعلوا ذلك، قال فجئته فذكرت له ذلك، فقال من هذا؟ فقلت: لا أدري، قال: فما باله لا يأتيني بنفسه يسألني، أظنه عراقياً؟! قلت: لا أدري، قال: فإنه قد كذب: والكذب يطلق على الكلام الذي يخالف الواقع، سواءً كان مقصوداً أو من غير قصد –خطأ-، قال: فإنه قد كذب؛ قد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرتني عائشة -رضي الله عنها- أن أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ، ثم طاف بالبيت: وهذا الوضوء للطواف، والطهارة شرط لصحة الطواف عند الجمهور، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم يكن غيره: كذا عندكم؟ أو عمرة؟ بعض النسخ عمرة، أيش يقول؟