قال: ((باب ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم -، وروايته عن ربه)) .

قال العيني: ((أي: هذا باب في ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه – أي بدون واسطة جبريل – صلى الله عليه وسلم – ويسمى بالحديث القدسي)) (?) .

وكذا قال أكثر الشراح.

وقال الحافظ: ((يحتمل أن تكون الجملة لأولى محذوفة المفعول، والتقدير: ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – ربه عز وجل.

ويحتمل أن يكون ضمن الذكر معنى التحديث، فعداه بعن، فيكون قوله: ((عن ربه)) متعلق بالذكر والرواية معا، وقد ترجم هذا في كتاب: ((خلق أفعال العباد)) ، بلفظ: ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يذكر ويروي عن ربه)) وهو أوضح)) (?) .

وأقول: إن مراده أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يروي عن ربه ما قاله – تعالى – وأنزل عليه، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – يذكر بلفظه الذي هو فعله كلام ربه تعالى – وكلام الله – تعالى -، غير فعل الرسول ولفظه، فاللفظ للرسول والملفوظ به هو كلام الله، فهذا الباب كسابقه مما فيه التفريق بين فعل العبد المخلوق، وبين ما هو وصف لله غير مخلوق، وهذا هو الذي تتفق معه الأحاديث التي ذكرها، والله أعلم.

*****

161- قال: ((حدثني محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يرويه عن ربه عز وجل: ((قال: إذا تقرب العبد إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذ أتاني مشيا أتيته هرولة)) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015