لا بد، أما أن يتبع هواه .. ، أفتي بأن عليه دم ثم ذهب يبحث عن من يعفيه عن ذلك، هذا متبع لهواه ما اتبع أهل العلم، وأيضاً عامة الناس يثقون لا سيما من فيهم الصلاح مع الجهل، يثقون بمن اتصف بشيء من العبادة، فالعالم ولو كان دون غيره في باب العلم إلا أنه له نصيب من التعبد، لا شك أن هذا محل ثقة من العامة، ولذا في صحيح مسلم لما جاء السائل إلى المدينة، جاء حاجاً فسأل عن ابن عمر، جاء حاجاً فسأل عن ابن عمر فدُل عليه فأراد أن يسأله قال: عندي سؤال، قال: اذهب إلى ابن عباس، قال: لا، ذاك رجل مالت به الدنيا، ومال بها، معروف أن ابن عمر في باب العبادة وفي باب العمل ما في شك أن أمره ظاهر في هذا، وعامة الناس يثقون بهذا النوع، بخلاف من قصر في هذا الباب، ولا يظن بابن عباس أنه قصر، لكن في نظر العامي أن هذا أكثر عبادة، وإن كان مزاولة العلم التي لا يقدرها العامي قدرها، أفضل من العبادة الخاصة، فهم رأوا ابن عمر عابد، ابن عباس عالم، كلاهما عنده من العلم ما عنده، وعنده ما من العمل ما عنده، لكن هذا تميز بهذا الجانب، وذاك تميز بهذا الجانب، فلما قال له ابن عمر: اذهب إلى ابن عباس، قال: ذاك رجل مالت به الدنيا، ومال بها، يعني توسع في شيء من المباحات بخلاف ابن عمر، وعامة الناس يثقون بمثل هذا، ولو كان أقل في باب العلم؛ لأنهم يرون أن هذا وإن لم يخرج عن دائرة المباح إلا أنه ما دام توسع في أمور الدنيا فعنده شيء من التساهل، وذاك الذي لم يتوسع هذا عنده شيء من التحري والتثبت فهو أولى أن يحتاط باتباعه، فهم يتبعون هؤلاء العلماء، ويتبعون أولئك العباد الذين عبر عنهم أو ذكرهم الله -جل وعلا- في كتابه باسم الرهبان، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
تأويل على شان إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
تأويل سائغ؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني اجتهد وأخطأ، لا، لا هذا له أجر، إذا كان من أهل الاجتهاد، إذا كان من أهل الاجتهاد فهذا مأجور على كل حال، أما إذا أول تبعاً لهواه فهذا هو المنصوص عليه، وهذا الذي يضل بسببه كثير من الناس، ((اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).