لا ينبغي للمخلوقين أن يسألوا: لم فعل الله ذلك؟ ولا كيف فعل الله ذلك؟ فالله يفعل هذا بعلم وحكمة، ولست مطالباً بالكيفية أبداً، بل إنك منهي عن الخوض فيها، وقد فرض الله تعالى على المؤمن أن يعلم أن ذلك الفعل عدل من الله، يعني: إذا فعل الله تعالى فعلاً ولم تعلم حكمته فعليك التسليم، سواء علمت الحكمة من ورائه أو لم تعلم، لأن عندك أصلاً أصيلاً، وهو أن أفعال الله تعالى كلها مبنية على الحكمة.
فإذا جاء شخص معتزلي عقلاني من المدرسة العقلية يقول: إن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالتفكر والتدبر والتعقل، فقال: ((أَفَلا تَعْقِلُونَ))، ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ))، ((أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ))، فنقول له: نعم أمرك بهذا، ولكنه جعل لعقلك حداً لا تتعداه، فإذا شرع الله تبارك وتعالى شرعاً وأعلمك وأطلعك على الحكمة منه فهذا خير وبركة، ولا يلزم من ذلك أن تعلم الحكمة من كل فعل من أفعال العباد، ولا من كل تشريع من تشريعات الله عز وجل.