ص:
وقد جرى من عادة الأئمة ... إفراد كلّ قارئ بختمه
ش: (جرى ... إفراد كل قارئ) فعلية، و (من) متعلقة ب (جرى)، و (بختمة) متعلق ب (إفراد).
هذا الباب لم يتعرض له أحد من أئمة القراء فى مصنفاتهم، وقد أشار إليه الصفراوى ولكنه لم يمعن، وهو باب عظيم الفائدة (?) كثير النفع، وسبب عدم ذكر المتقدمين له عظم همتهم (?) وكثرة حرصهم، ومبالغتهم فى الإكثار من (?) هذا العلم والاستيعاب، حتى كان (?) أحدهم يقرأ الختمة الواحدة على الشيخ الواحد مرارا كثيرة.
وقرأ أبو الحسن الحصرى على أبى بكر القصرى القراءات السبع تسعين ختمة حتى أكملها فى عشر سنين كما قال فى قصيدته:
وأذكر أشياخى الذين قرأتها ... عليهم فأبدأ بالإمام أبى بكر
قرأت عليه السبع تسعين ختمة ... بدأت ابن عشر ثم أكملت فى عشر
وقرأ أبو الفتح الواسطى رواية أبى بكر من طريق يحيى على أبى الحسن، المعروف بابن الشعيرى الواسطى-[عدة] (?) ختمات فى سنتين (?). وكانوا يفردون على الشيخ الواحد لكل طريق إلى أن يكملوا السبع أو غيرها، وهلم جرا إلى المائة الخامسة، عصر الدانى، والهذلى، وابن شيطا، والأهوازى، ومن بعدهم، فظهر إذ ذاك جمع (?) القراءات فى الختمة الواحدة، وكرهه بعضهم لكونه ليس عادة السلف، لكنه قد استقر عليه العمل عند الخلف، وأقر به من تقدم، وكذلك [مكى] (?) القيسى وابن مهران وأبو العز والهمدانى والشاطبى، وأبو شامة، وأبو الحسن السبكى، والجعبرى، وجماعة لا يحصون، وإنما دعاهم لذلك قصور الهمم وقصد سرعة الترقى والانفراد، إلا أنهم لم يكونوا يسمحون بذلك إلا لمن تأهل؛ ولذلك قال:
ص:
حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع ... بالعشر أو أكثر أو بالسّبع
ش: (حتى) غائية؛ ولذلك نصب الفعل بعدها، أى: جرت عادتهم بالإفراد إلى أن (يؤهلوا) (?)، و (الجمع) يتعلق (?) ب (يؤهلوا)، [و] (بالعشر) خبر لمحذوف، وما بعده