إذا تقرر هذا فاعلم أن الكلام فى أسباب الإمالة، ووجهها (?)، وفائدتها، ومن يميل وما يمال:

فأسبابها عشرة، وترجع إلى شيئين: كسرة أو ياء، وذلك أنه إما أن يتقدما على محل الإمالة من الكلمة نحو: «كتاب» (?) و «حساب» (?)، أو يتأخرا عنه، نحو «عائد» (?) و «مبايع» و «الناس» (?) و «النار».

أو يكونا مقدرين فى محل الإمالة نحو: «خاف» أصله «خوف» و «يخشى» (?)، أو لا يوجدان لفظا ولا تقديرا، بل يعرضان (?) فى بعض تصاريف الكلمة نحو: «طلب» و «شاء» و «جاء» و «زاد»؛ لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع، ونحو «تلا» و «غزا»؛ لأنك تقول: «تلا» «وغزى».

وقد تمال (?) الألف والفتحة؛ لأجل ألف أخرى، وتسمى (?): إمالة لأجل إمالة، نحو:

تَراءَا [الشعراء: 61]، أعنى ألفها الأولى.

وقيل فى إمالة الضُّحى [الضحى: 1] والْقُوى [النجم: 5]، ووَ ضُحاها [الشمس: 1]، وتَقْواها [الشمس: 8]: إنها بسبب إمالة رءوس الآى قبل وبعد.

وقد تمال (?) الألف؛ تشبيها بالألف الممالة نحو ألف التأنيث ك الْحُسْنى * [الأعراف: 137، النساء: 95].

وقد تمال للفرق بين الاسم والفعل [والحرف] (?) كما قال سيبويه فى [نحو] (?) باء وتاء من حروف المعجم؛ لأنها أسماء ما يلفظ بها، فليست مثل «ما» و «لا»، وهذا سبب إمالة حروف الهجاء فى الفواتح.

وأما وجوه (?) الإمالة فترجع (?) إلى مناسبة أو إشعار:

فالمناسبة فيما أميل بسبب (?) موجود فى اللفظ، وفيما أميل لإمالة غيره، كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان ومجاورة (?) النطق بالحرف الممال وبسبب (?) الإمالة من وجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015