ويصدق اللين على حرف المد بخلاف العكس؛ لأنه (?) يلزم من وجود الأخص وجود الأعم ولا ينعكس، وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا فى صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفى اللين يصدق عليهما حروف لين على الأول، وحروف مد على الثانى، وحروف مد ولين عليهما.
قلت: لكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم، وحرف (?) اللين هو ما قبله (?) حركة غير مجانسة، فعلى [هذا] (?) الاصطلاح بينهما مباينة كلية [من كل وجه] (?)، كل من وقع فى عبارته حروف مد ولين إنما هو نظر للمعنى الأخير (?). والله أعلم.
وسبب اختصاص هذه الحروف بالمد اتساع (?) مخارجها فجرت بحبسها، وغيرها مساو لمخرجه، فانحصر فيه تجريد (?) فى حروف المد مد أصلى، وفى حروف اللين مد ما يضبط كل منهما بالمشافهة والنقصان منه فيهما، والزيادة عليه فى غير منصوص عليه، وترعيد المدات لحن فظيع، والدليل على أن فى حرفى اللين مدّا ما من العقل والنقل:
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما، والإجماع على دوران المعلول مع علته.
وأيضا فقد قوى [شبههما] (?) بحروف المد؛ لأن [فيهما] (?) شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما بإجماع فى نحو: كَيْفَ فَعَلَ* بالفجر [6]، والفيل [1] بلا عسر، ويجوز إدغامهما الثلاثة الجائزة فى حروف المد بلا خلف (?)، ولم يجز النقل إليهما فى الوقف فى نحو: زيد، عوف، بخلاف بكر، وعمر، ولتعاقبهما فى قول الشاعر: [من الوافر]
مخاريق بأيدى اللّاعبينا (?) ... تصفّقها الرّياح إذا جرينا (?)