لم سماها «طيبة»؟ قلت: تفاؤلا بهذا اللفظ الذى وقعت فيه المبالغة من هذا المعنى؛ إذ «الطيبة» [صيغة] (?) مبالغة فى نفسها وإضافتها (?) إلى [النشر] (?) وهو الرائحة الذكية العطرة، وطيبة النشر بمعنى: أطيب ما فى الرائحة الذكية من [الرائحة] (?) ثم [كمل] (?) ذكر مكان فراغه منها وزمانه فقال:

ص:

بالروم من شعبان وسط سنة ... تسع وتسعين وسبعمائة

ش: يعنى أن فراغه منها كان ببلاد الروم فى شهر شعبان سنة تسع وتسعين وسبعمائة من الهجرة النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- وأطلق الناظم- رضى الله عنه- على شعبان أنه وسط السنة ووسط الشىء ما يكون بين شيئين مستويين لكنه اعتبره من النصف الثانى اعتدادا بأكثر النصف والله سبحانه وتعالى أعلم.

[ثم شرع فى إجازتها فقال] (?):

ص:

وقد أجزتها لكل مقرى ... كذا أجزت كل من فى عصرى

رواية بشرطها المعتبر ... وقاله محمد بن الجزرى

ش: أجاز (?) الناظم- رضى الله عنه- رواية الطيبة لكل مقرئ أى لكل من صدق عليه وقت الإجازة أنه مقرئ وأما من يصدق (?) عليه أنه سيكون مقرئا فلا يتناوله؛ [لأنه حالة الإجازة معدوم غير] (?) معين، والصحيح أن الإجازة للمعدوم غير صحيحة ولعدم عمومها عمم بقوله: «كذا أجزت كل من فى عصرى»، فأجاز كل من أدرك عصره أى: زمانه، ويتناول هذا من ولد قبل موته بنفس واحد، فأجاز [لمن ذكر روايتها عنه بشرطه] (?) المعتبر عند أهل الأثر، ولم يصرح فى الثانى بالمجاز له؛ فيحتمل أنه أراد: أجزت كل من فى عصرى بها، ويحتمل بكل ما يجوز له وعنه روايته، وهو الأولى بحال المصنف؛ لأنه كان كثيرا ما يضرب البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا قصدا للاجتماع بمن لم يمكنه الزمان أن يجتمع به؛ ليكون له نصيب من دعائهم أجمعين كان هكذا- رضى الله عنه- يقول.

ولقد رأيته رحل- رضى الله عنه- وسنه نحو ثمانين سنة [إلى بلاد اليمن] (?) وانتفع به خلق كثير؛ فجزاه الله عن مقصده من أفضل الجزاء والثواب وجعل له من أعالى (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015