كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها» (?).

وفى الموطأ: «اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (?).

وقد ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم غير ذلك وليس هذا موضعه [والله تعالى أعلم] (?).

ص:

وهاهنا تم نظام الطيبه ... ألفية سعيدة مهذبه

ش: أى تم وانقضى (?) نظم الكتاب الذى قصده وسماه (الطيبة) حال كونها [(ألفية)] (?) - نسبة للألف- (سعيدة)؛ أى: مسعودة؛ لأنها تتعلق بكلام الله تعالى وتلزمه ولا تخرج عنه، ومن هذه حالته فقد حصلت له السعادتان. ويجوز- وهو الأليق- أن تكون بمعنى مسعدة لمن قرأها؛ لأنها توصله إلى ما يسعده (?) وهو علم كتاب الله تعالى الذى هو من أقوى أسباب الخير، وتوصله إلى مطلوبه من هذا العلم وزيادة.

وقوله: (مهذبة) قال الجوهرى: رجل مهذب، أى: مطهر الأخلاق، والتهذيب:

الإسراع؛ فعلى هذا يحتمل أن يكون قوله (مهذبة) أى: مهذّبة (?) الأخلاق ويكون ذلك [كناية] (?) عن لينها، وعدم حصول اختيار لها وموافقة غيرها، وعدم امتناعها ممن طلبها (?) وإجابتها له مسرعة، ويدل عليه قوله: (والتهذيب): الإسراع، ومعنى ذلك سرعة فهمها وعدم صعوبته على متأملها.

فإن قلت: (ألفية)، نسبة للألف- كما قلت- وهى زائدة باثنى عشر بيتا- قلت: لم يعتبر الناظم الزيادة، وهو [جائز] (?) ما لم يبلغ مائة، كما لم يعتبر أنس النقص فى قوله:

«خدمت النبى صلّى الله عليه وسلّم عشر سنين» (?) وقد خدمه أقل منها بنحو ستة أشهر أو غيرها. فإن قلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015