الحال] (?).
وساقه من طريق مرسلة ومن (?) طريق موصولة ورواه المصنف عن غير أبى داود مسندا إلى ابن عباس مفسرا: أن رجلا قال: يا رسول الله، أى الأعمال أفضل؟ قال: «عليك بالحال المرتحل» [قال] (?): وما الحال المرتحل؟ قال «صاحب القرآن، كلّما حلّ ارتحل».
ورواه أيضا هكذا أبو الحسن بن غلبون، وزاد فيه: يا رسول الله وما الحال المرتحل؟
قال: «فتح القرآن وختمه صاحب القرآن يضرب من أوّله إلى آخره ومن آخره إلى أوّله، كلّما حلّ ارتحل».
ورواه أيضا الطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان، وقطع بصحته أبو محمد مكى.
قال المصنف: وضعف أبو شامة من قبل صالح المرى (?)، وكلامه مردود وأطال فيه.
ثم قال أبو شامة: ولو صح هذا الحديث والتفسير لكان معناه: الحث على الاستكثار من قراءة القرآن، والمواظبة عليها وكلما حل فى ختمة شرع فى أخرى، أى: أنه لا يضرب عن القراءة (?) بعد ختمة يفرغ [منها] (?) بل تكون قراءة القرآن دأبه وديدنه (?). انتهى.
قال المصنف: وهو صحيح إن لم ندع أن هذا الحديث دالّ نصّا على قراءة الفاتحة والخمس أول البقرة عقيب (?) كل ختمة، بل ينزل على الاعتناء بقراءة القرآن والمواظبة عليها، بحيث إذا فرغ من ختمة شرع فى أخرى، وأن ذلك من أفضل الأعمال، ولا نقول:
إن ذلك لازم لكل قارئ بل كما (?) قال أئمتنا- فارس بن أحمد وغيره- من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه.
فإن قيل: قد قال النبى صلّى الله عليه وسلّم: «ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله» (?) فكيف الجمع بين هذين الحديثين؟