فمن يهجو رسول الله منكم … ويمدحه، وينصره سواء (?)
هذان من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وأولها:
عفت ذات الأصابع فالجواء … إلى عذراء منزلها خلاء
ديار من بني الحسحاس قفر … تعفّيها الرّوامس والسّماء
وكانت لا يزال بها أنيس … خلال مروجها نعم وشاء
فدع هذا ولكن من لطيف … يؤرّقني إذا ذهب العشاء
لشعثاء الّتي قد تيّمته … فليس لقلبه منها شفا
كأنّ خبيئة من بيت رأس … يكون مزاجها عسل وماء
على أنيابها أو طعم غضّ … من التّفّاح هصّره الجناء
إذا ما الأشربات ذكرن يوما … فهنّ لطيّب الرّاح الفداء
نولّيها الملامة إن ألمنا … إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا … وأسدا ما ينهنهنا اللّقاء
عدمنا خيلنا إن لم تردها … تثير النّقع موعدها كداء
يبارين الأسنّة مصغيات … على أكتافها الأسل الظّماء
تظلّ جيادنا متمطّرات … تلطّمهنّ بالخمر النّساء
فإمّا تعرضوا عنّا اعتمرنا … وكان الفتح وانكشف الغطا