فمن يهجو رسول الله منكم … ويمدحه، وينصره سواء (?)

هذان من قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه، وأولها:

عفت ذات الأصابع فالجواء … إلى عذراء منزلها خلاء

ديار من بني الحسحاس قفر … تعفّيها الرّوامس والسّماء

وكانت لا يزال بها أنيس … خلال مروجها نعم وشاء

فدع هذا ولكن من لطيف … يؤرّقني إذا ذهب العشاء

لشعثاء الّتي قد تيّمته … فليس لقلبه منها شفا

كأنّ خبيئة من بيت رأس … يكون مزاجها عسل وماء

على أنيابها أو طعم غضّ … من التّفّاح هصّره الجناء

إذا ما الأشربات ذكرن يوما … فهنّ لطيّب الرّاح الفداء

نولّيها الملامة إن ألمنا … إذا ما كان مغث أو لحاء

ونشربها فتتركنا ملوكا … وأسدا ما ينهنهنا اللّقاء

عدمنا خيلنا إن لم تردها … تثير النّقع موعدها كداء

يبارين الأسنّة مصغيات … على أكتافها الأسل الظّماء

تظلّ جيادنا متمطّرات … تلطّمهنّ بالخمر النّساء

فإمّا تعرضوا عنّا اعتمرنا … وكان الفتح وانكشف الغطا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015