من أعظم الرؤى التي يراها المؤمن أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ففي حديث لـ أبي هريرة متفق عليه: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كأنما رآني في اليقظة) من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فهذا دليل على الإيمان في قلبه، فالإنسان المؤمن يرى النبي صلى الله عليه وسلم بصفاته صلوات الله وسلامه عليه التي كان عليها في الدنيا، سواءً رآه صغيراً في السن أو كبيراً في السن، شاباً أو شيخاً، فهي مراحل مر بها النبي صلوات الله وسلامه عليه، ولها تأويلات عند علماء الرؤى.
فالغرض: أن الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، يبشره النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيراه يوم القيامة، يعني: لن يكون بعيداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل يكون قريباً منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
والأمر الثاني: أنها رؤيا حق، رأى النبي صلى الله عليه وسلم صدقاً في هذا المنام، قال: (فسيراني في اليقظة)، وليس معناه: في الدنيا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي، وانتهى أمر الدنيا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو الآن في البرزخ في حياة برزخية، ليست لها صلة بالدنيا في شيء، لكن الذي رآه في المنام فسيراه، يعني: يوم القيامة يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون إمامه النبي صلوات الله وسلامه عليه، (من رآني في المنام كأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي) فجعل الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم خصيصة ومزية من المزايا أن الشيطان لا يتمثل به، فالشيطان لا يتشكل بشكل النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الشيطان يقدر على التشكل بصور بني آدم، يتشكل في صورة امرأة، ويتشكل في صورة رجل، ويتشكل في صورة فلان أو فلان، ويتشكل في صورة ثعبان، فالشيطان أعطاه الله عز وجل القدرة على ذلك ليفتن العباد، وخاصة في المنام يفعل ذلك، ولكنه لا يستطيع أن يتشكل في هيئة النبي صلوات الله وسلامه عليه، ولا يقول للإنسان في منامه: أنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، فعلى ذلك الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقد رأى الحق، وأنه سيرى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً يوم القيامة.