روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب).
ولي الله عبد لله سبحانه تبارك وتعالى، يحب الله ويحبه الله، فينصره الله سبحانه لأنه ينصر دين الله، وهو يتولى الله ولا يتولى أحداً إلا الله، وليس لأحد ولاية على هذا الإنسان إلا الله سبحانه تبارك وتعالى.
قال الله في كتابه: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62] ما هي صفة هؤلاء الأولياء؟ قال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:63] الإيمان والتقوى صفة ولي لله، يؤمن بالله عز وجل، ويتقي غضب الله، يأمر الناس بما أمر الله عز وجل به، وهو يفعله، وينهى الناس عما نهى الله عز وجل عنه، وهو ينتهي عنه.
فكل من آمن بالله عز وجل واتقى الله سبحانه، ونفذ ما أمر الله به، وابتعد عما نهى الله عز وجل عنه؛ فهو ولي لله سبحانه تبارك وتعالى، وهذه ليست صفات مستحيلة، ولكنها صفات سهلة على من يسرها الله عز وجل عليه.
قال الله تعالى: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) أي: أعلمته بالحرب، فالله تعالى يحارب هذا الذي يعادي ولياً من أولياء الله سبحانه! قال: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه).
أفضل شيء تتقرب به إلى الله الفرائض، مثل الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة التي فرضها الله سبحانه تبارك وتعالى، وتوحيد الله سبحانه في كل أمورك وعباداتك وتقربك، فلا يشوب ذلك الشرك بالله سبحانه تبارك وتعالى، والمتابعة للنبي صلوات الله وسلامه عليه.
فما فرضه الله عليك في كتابه أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ففعله أحب ما تتقرب به إلى الله سبحانه.
فإذا التزم العبد بالفرائض وفقه الله عز وجل للنوافل، قال هنا: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).
إذا جاء بالفرائض التي يحبها الله تعالى، ولم يزل يزداد من النوافل فإنه يصل إلى أن يحبه الله سبحانه تبارك وتعالى.
والفرائض تكملها النوافل، وهي إما راتبة أو مطلقة، فالمؤمن يصلي لله عز وجل فيحافظ على الفرائض، فيصلي صلاة الفجر، وقبلها يصلي ركعتين وهما سنة الفجر القبلية، ويصلي الظهر ويصلي قبلها ركعتين وبعدها ركعتين، أو قبلها أربعاً وبعدها أربعاً، ويصلي العصر ويصلي قبلها ركعتين أو أربعاً، ويصلي المغرب ويصلي بعدها ركعتين، ويصلي العشاء ويصلي بعدها ركعتين، ويصلي إحدى عشرة ركعة يوتر بها أو ثلاث عشرة ركعة يوتر بها.
فيتقرب إلى الله بالرواتب ثم يتقرب إلى الله عز وجل بنفل مطلق، فيصلي من الليل ما شاء الله عز وجل له أن يصلي، ويصلي في النهار صلاة الضحى وغيرها، وكلما ازداد من النوافل كان أقرب إلى رب العزة سبحانه تبارك وتعالى، وأكرمه الله عز وجل بذلك.