وفي حديث آخر له أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)، متفق عليه.
من علامات الإيمان وصفات المؤمن ما يلي: أولاً: عدم إيذائه لجاره، فلا يحل للمؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي جاره.
ثانياً: إكرام الضيف، فلا يحل للضيف أن يحرج من نزل عنده.
وأيضاً: لا يحل للمضيف أن يؤذي هذا الضيف، وأن يمتنع من إكرامه على قدر استطاعته.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حق الضيف ثلاثة أيام، فلا يحرجه ويطول الجلوس عنده.
فإكرام الضيف مقرر في الشريعة، والمطلوب من الضيف أنه لا يؤذي هذا المضيف فلا يبيت عنده وهو يعلم أن بيته ضيق.
ثالثاً: من علامات الإيمان أن المسلم إذا تكلم نطق بالخير، وإلا فليسكت ليحسن قيامه بعمله، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]، طالما أن الإنسان سيسأل يوم القيامة.
فإذا تكلم الإنسان بكلام فإنه سيؤاخذ ويحاسب عليه عند الله عز وجل، ولا يحل للإنسان أن يكذب ليضحك من حوله، فإما أن يتكلم بخير أو يسكت، فإذا أراد أن يتكلم فليتكلم بالكلام الذي أبيح له شرعاً، فلا يجوز له أن يتكلم بالكذب، ولا بالفحش، ولا يشهد زوراً، فالمسلم يعرف ما الذي يجوز له أن يتكلم به وما يحرم عليه فيمتثل أمر الله سبحانه.
ومن الأحاديث أيضاً: حديث أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) رواه مسلم.
ولا شك أن المسلم عنده أخلاق حسنة، ومنها الإحسان إلى الخلق، فيحسن إلى الوالدين وإلى أقربائه وإلى جيرانه.