هنا ذكر الإمام النووي رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك).
انظر عظمة ربنا سبحانه وتعالى، وأنت عند إنفاقك تريد أن تفرح أهلك وتريد أن تطعم زوجتك وعيالك، وهو أحب إليك من إنفاقه على غيرهم، ومع ذلك فهو أكثر أجراً من إنفاقك الدينار في الجهاد في سبيل الله عز وجل، ومن إنفاقه في تحرير رقبة، وكذلك من التصدق به على مسكين.
فإذاً: أعظمها أجراً ما تنفقه على أهلك، طالما أنك تنفقه لتعف به نفسك وتعف به أهلك، وتمنعهم عن سؤال الناس، لكن على الإنسان أن ينفق على أهله بسماحة وهو محب للإنفاق، من غير تبذير ولا إسراف، وإنما يضع الأشياء في مواضعها.
وعن أم سلمة قالت: قلت: (يا رسول الله! هل لي أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم؟)، عيال أم سلمة من أبي سلمة رضي الله عنهما، وأم سلمة كان قد تزوجها أبو سلمة وتوفي عنها، وعوضها الله عز وجل من هو أفضل من أبي سلمة فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لها مال رضي الله عنها، فتسأل النبي صلى الله عليه وسلم: (هل لي أجر أن أنفق على أولاد أبي سلمة)، الذين هم عيالها هي (فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها: نعم، لك أجر ما أنفقت عليهم).
أي: كلما أنفقت على عيالك لك الأجر في ذلك.
إذاً: ليس الرجل فقط له الأجر حين ينفق على عياله، والمرأة أيضاً إذا أنفقت على عيالها لها الأجر من الله سبحانه وتعالى.