الذوق والوجد عند المتبعين والمبتدعين

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: [فإن الذوق والوجد ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد ويهواه، فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته وهواه].

الذوق المراد به أن العبد من خلال التعبد يصل إلى أذاوق ورغبات معينة، وهذه الرغبات ليست عقائد، ولا قضايا يقينية, وليست أموراً متفقاً عليها لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها كما هو حال القرآن الكريم، وإنما هي أذواق بحسب هوى الإنسان ورغبته، وبحسب شهوته النفسية في تلك الفترة التي جاءه فيها هذا الذوق.

يقول: [فأهل الإيمان لهم من الذوق والوجد مثل ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار).

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً)].

فكل هذا الذوق لا يبنى عليه عقائد، وإنما هي أذواق إيمانية جاءت للإنسان من جراء العمل الصالح الذي قام به.

وهذا ذوق أهل التوحيد، وهو أن يجد نشوة في نفسه من العبادة فيفرح بها وتستقر بها نفسه، وهذا من نعمة الله عز وجل وكرمه وجوده، ومن خيره وبركته التي أعطاها لهذا العبد الصالح، وأما أهل الكفر والبدع والشهوات فكل بحسب حاله ووضعه وحياته التي يعيش فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015