"وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر، وليس على نحوه في الباب غيره" هذا البيان هل بين الإمام أبو داود في كل حديث منكر أنه منكر؟ أو على ما يراه هو تبعاً لوجهة نظره وحكمه على هذا الحديث؟ إن كان منكر عنده بين أنه منكر، وإن لم يكن منكراً عنده لم يبين، ولو كان منكراً عند غيره، ويأتي ما في قوله: "وما كان فيه وهن شديد بينته" وأنه التزم البيان، لكن المطلع على السنن يوجد فيها أحاديث ضعيفة شديدة الضعف لم يبينها، وفيه أحاديث منكرة لم يبينها، فإما أن يقال: إن البيان لا يلزم أن يكون في الكتاب نفسه، بل قد يكون فيما سئل عنه، الأئمة يسألون عن رواة وعن أحاديث ويبينون، من مثل أسئلة الآجري عن أبي داود شيء من هذا، هل نقول: إن البيان خاص بهذا الكتاب يردف كل حديث -هذا الأصل فيه- أن يردف كل حديث منكر يبين أنه منكر؟ الواقع يرد ذلك، في أحاديث منكرة، وفيه أحاديث شديدة الضعف ما بينها.

"وهذه الأحاديث ليس منها في كتاب ابن المبارك" قد يكون بيان الإمام -رحمه الله- لهذه الأحاديث بالنكارة قد يكون ببيانه في حكم راويها، قد يكون بيانه الذي أشار إليه حينما يبين حكم الراوي، إذا قال: منكر الحديث فكأنه قال: هذا الحديث منكر؛ لأنه من راوية هذا الراوي الذي حكم عليه بأنه منكر الحديث، وقد يكون في سؤالات العلماء عنه، وقد يكون فيما نقل عنه بالسند في كتب ألفها غيره، المقصود أن البيان أعم من أن يكون في الكتاب نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015