أهل العلم من حيث التقعيد قواعدهم مطردة، فتجد من يرد المرسل لا يتردد في هذا في التقعيد، ومن يرد الضعيف مطلقاً يفعل هذا، لكن عند التطبيق تجده قد يستدل بحديث ضعيف، ويغفل عن قاعدته، وقد يكون مع رده للضعيف وتشديده في التقعيد عند التنظير تجده واسع الخطو، الشيخ أحمد شاكر يشدد في قبول الأحاديث الضعيفة، لكن حق له أن يشدد؟ لماذا؟ لأن ما الحديث الذي يضعف عند الشيخ أحمد شاكر، وهو شديد التساهل في توثيق الرواة، وقد وثق جمع فيما حسبت أكثر من عشرين راو الجماهير على تضعيفهم، ويحكم على إسنادهم بالصحة، وفيه ما فيه.
المقصود أن مثل هذا له أن يشدد في القبول؛ لأن الحديث الذي يفلت منه، ويصفه بالضعف لا شك أنه لا يمكن قبوله بحال، بينما جمهور أهل العلم إذا قبلوا الضعيف فإنما يشددون في شروط القبول، وإلا تضيع المسألة، وبعض أهل العلم من تشديده لا يكاد يفلت حديث في غير الصحيحين من التضعيف، ممن يعاني التخريج في الأيام المتأخرة، وأحياناً يقول: الحديث رواه مسلم وراجع الضعيفة، ليش راجع الضعيفة؟ وقد أخرجه الإمام مسلم؟ لا شك مثل هذا تشديد، فعلى الإنسان أن يتوسط في أموره كلها.
طالب: يا شيخ يحتاج أن يربى الطالب على عدم التعرض للصحيحين؟
أنا أنتقد من يقول: الحديث صحيح، ثم يقول: رواه البخاري ومسلم؛ يعني مهما بلغت درجة إمامة من قاله، فإمامة البخاري ومسلم فوقه، وأعظم منه، وصيانة الصحيحين، وتربية المسلمين على احترام الصحيحين وتعظيم الصحيحين في نفوس الناس أمر لا بد منه؛ لأننا إذا تطاولنا على الصحيحين فما دونهما سهل، يعني سهل نسف السنن، سهل، يستدل أحد بحديث سنن أبي داود ويقول له: ضعيف، سهل هذا، ولذلك المستشرقون وأتباع المستشرقين أكثر طعونهم في صحيح البخاري؛ لأنه إذا أسقطوا الصحيح فما دونه