"إلا أن يكون قد روي من وجهين صحيحين فأحدهما أقوم إسناداً، والآخر صاحبه أقدم في الحفظ، فربما كتبت ذلك" وهنا كلام كثير جداً في أقوم وأقدم، وخلاف بين النسخ، ويترتب عليه فهم المعنى "فأحدهما أقوم إسناداً، والآخر صاحبه أقدم في الحفظ، فربما كتبت ذلك" على هذه الكتابة على هذا المثبت يقول: إلا أن يكون -يعني الحديث- قد روي من وجهين صحيحين، فأحدهما أقوم إسناداً -يعني أرجح وأقوى إسناداً- والآخر صاحبه أقدم، والقدم يترتب عليه العلو، فعندنا إسناد راجح وإسناد صحيح، لكنه مرجوح وهو أعلى من الإسناد الأول، الراجح نازل، والمرجوح عالي، وكلاهما صحيح.

على هذا الفهم يستقيم الكلام إذا قال: أقوم، يعني أقوى إسناداً، والآخر صاحبه أقدم، يعني أعلى في الحفظ، أقدم في الحفظ، يعني صاحبه الراوي الذي اخترته وإن كان مرجوحاً إلا أنه أقدم في الحفظ، فربما كتبت ذلك، كتبت الأعلى وأعرضت عن النازل، وإن كان أقوى وأصح.

"ولا أرى في كتابي من هذا عشرة أحاديث" إذا نظرنا إلى أحاديث سنن أبي داود فأعلى ما فيها، أعلى ما في البخاري الثلاثيات، وفيه اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، ومسلم أعلى ما فيه الرباعيات، ما فيه ثلاثيات، عوالي مسلم كلها رباعيات، توجد ثلاثيات عند ابن ماجه، لكن سنن أبي داود فيها ثلاثيات وإلا لا؟

طالب: رباعيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015