المضارب جمع مضرب السيف وهو حده وضبته والضرائب جمع الضريبة وهي الشيء المضروب بالسيف يقول تنجلي هذه العجاجة وقد انفلت السيوف حتى كأن حدها الذي يضرب به كان يضرب عليه أي كأنها مضروبات لا ضاربات
يقول طلعت السيوف من أغمادها كالشموس في بريقها ثم غربت في هام المضروبين فصارت رؤسهم مغارب لها وهذا منقول من قول أبي نواس، طالعات مع السقاة علينا، فإذا ما غربن يغربن فينا،
شتى متفرقة وقفتها تبعتها يقول ليست مصيبتنا به واحدة بل هي جماعة لعظمها ولم يكفها ذاك حتى تلتها مصائب باتهامنا في بابه وقول العداة إنّا شامتون بموته
روى الخوارزمي غير ذي رحم لنا أي أبعدنا عن المرثي بأن اتهمنا في موته بالشماتة ونحن أقاربه على الحقيقة
يروى أخدعيه والعارضان جانبا اللحية والقواضب السيوف يقول عرض في مرثيته بشماتتنا وكان حقه أن يقول عرض بأنا شامتون ولكنه حذف الباء على ارادة الذكر كأنه قال ذكر أنا شامتون بموته وقوله وإلا فزارت يجوز أن يكون من كلام المعرض حُكي عنه ما قال كأنه قال هم شامتون بموته وإلا فزارتني السيوف أي قتلت بها أن لم يكن الأمر على ما اقول فيكون هذا تأكديا لما ذكر من شماتتهم ويجوز أن يكون هذا من كلام الذين ينفون الشماتة عن أنفسهم يقول إن لم يكن الأمر على ما ذكر فرمى الله عارضيه بالسيوف فيكون هذا تأكيدا لنفي الشماتة وأن الأمر ليس على ما ذكره
يقول من العجائب أن تدب عقارب يهودي أي نمائمه بين بني أب فيوقع بينهم العداوة يريد هذا الذي كان يمشي بينهم بالنميمة والنجل الولد
يقول لما لم يقدر على الامتناع من الموت مع أنه كان يغلب جميع الناس دل ذلك على أنه لا غالب لله تعالى وهذا من قول أبي تمام، كفى فقتل محمد لي شاهد، أن العزيز مع القضاء ذليل وقال يمدح الحسين بن اسحاق التنوخي
هو كناية عن البين والنحويون يسمون ما كان من مثل هذا الاضمار على شريطة التفسير كقوله تعالى قل هو الله أحد وقوله تعالى فإنها لا تعمى الأبصار وكقول الشاعر، هي النفس ما حملتها تتحمل، ومثله كثير والحزائق جمع حزيق وهو الجماعة قال لبيد، كحزيق الحبشين الزجل، يقول هو البين الذي فرق كل شيء حتى لا تتمهل ولا تتأنى الجماعات أن يتفرقوا إذا جرى فيهم حكم البين ثم خاطب قلبه فقال وأنت أيضا على ما لك من علائق القرب ممن أفارقه يعنى أن الأحبة إذا فارقوني ذهب القلب معهم ففارقني وفارقته
فريقي هوى نصب على الحال من النون والألف في وقوفنا والعامل فيها المصدر يقول وقفنا للوداع ومما زادنا حزنا أنا وقفنا فريقين يجمعهما الهوى منا مشوق وهو العاشق يشوقه الحبيب بعد فراقه وشائق وهو المعشوق يشوق عاشقه وأراد منا مشوق ومنا شائق فحذف خبر الثاني للعلم به كقوله تعالى منها قائم وحصيد وجعل هذه الحالة تزيده بثا لأن فراق الأحبة أشق على القلب من فراق المجاورين والمعارف الذين لا علاقة بينك وبينهم
قرحى بغير تنوني جمع قريح مثل مرضى وجرحى وروى ابن جنى أن المتنبي كان يقول قرحاً بالتنوين على أنها جمع قرحة كما أن بهارا جمع بهارة وهي الورد الاصفر والمعنى أن الأجفان قد قرحت وصارت حمرة الخدود صفرةً لأجل البين كما قال عبد الصمد بن المعذل، باكرته الحمى وراحت عليه، فكسته حمى الرواح بهارا، لم تشنه لما ألحت ولكن، بدلته بالإحمرار اصفرارا، وقال الطاءي، لم تشن وجهه المليح ولكن، حولت ورد وجنتيه بهارا،