يقول قصدت دراهم البعيدة للزيارة عن نيةٍ أي قصد من قولهم نويت الأمر ويجوز أن تكون النية بمنعى النوى وهي البعد وذلك لحبي أياهم لأن المحب يزور حبيبه وإن كان على البعد منه كما قال، زر من هويت وإن شطت بك الدار، وحال من دونه حجب وأستار، لايمنعنك بعد من زيارته، إن المحب لمن يهواه زوار،
أخذ هذا من قول الموصلي، إن ما قل منك يكثر عندي، وقليل ممن تحب كثير وسأله بنو عمر الميت إن ينفي الشماتة عنهم فقال ارتجالا
هذا استفهام معناه الإنكار يقول ليس لهم بعده إلا الحنين إليه والزفير على فقده وهو متلاء الجوف من النفس لشدة الكرب والغم
الخابر العالم بالشيء مثل الخبير ويجوز أن يكون أيضا بمعنى المجرب يقال خبرت الأمر اخبره أي جربته والخبر العلم والخبرة التجربة يقول لا يشك من عرف أمرهم وجربه أن الصبر ممنوع محرم عليهم لشدة حزنهم على فقده أي أنهم لا يصبرون عنه
أي إنهم يبدون عليه دما ويسهرون لفقده حتى يطول عليهم الليل فكأنه دهر لطوله
يقول كل من أذنب إليهم ذنبا فإنهم يغفرون له ذلك الذنب إلا ذنب من سعى بينهم بالنميمة والإفساد
قال ابن جنى معنى طار الوشاة ذهبوا وهلكوا لما لم يجدوا بينهم مدخلا قال العروضي فيما املاه عليّ أنه يظلم نفسه ويغر غيره من فسر شعر المتنبي بهذا النظر ألا يراه يقول وكذا الذباب على الطعام يطير أذهاب هذا أم اجتماع عليه وقال طار الوشاة على ولو اراد ما قال أبو الفتح لقال طار عنه أراد أن الوشاة نموا بينهم وتمالئوا ومشوا بالنميمة وقال أبو عليّ بن فورجة كيف يعني بقوله طار ذهبوا وهلكوا وقد شبه طيرانهم على صفاء الوداد بطيران الذباب على الطعام وإنما يعنى أن الوشاة تعرضوا لما بينهم وجهدوا أن يفسدوا ودهم كما أن الذباب يطير على الطعام ومثله قول الآخر، وجل قدري فاستحلوا مساجلتي، إن الذباب على الماذي وقاعُ، هذا كلامه والمعنى إن اجتماع الوشاة وسعيهم فيما بينهم بالنمائم دليل على ما بينهم من المودة كالذباب لا يجتمع إلا على الطعام وكذلك الوشاة إنما يتعرضون للاحبة المتوادين ولم يعرف ابن دوست هذا البيت البتة وكثيرا من أبيات هذا اللاديوان
أي حصل خلقه على ما أراد فكأن القدر يجري بمراده وعلى اختياره وقال أيضا في نفي الشماتة عنهم
اللام في قوله لأي حشو ورفو كقوله تعالى ردف لكم وكقوله تعالى للرؤيا تعبرون يريد أي صرف من صروف الدهر نعاتب يعني أنها كثرت فليس يمكن معاتبتها ولا مطالبتها لكثرتها وكان الأستاذ أبو بكر يذهب إلى أن اللام لام أجل يريد لأجل أي صرف من صروف الدهر نعاتب اخواننا فيكون المفعول محذوفا للعلم به ويكون هذا شكايةً من الدهر والاخوان جميعا
يقول كان في حال حياته يصبّر غيره إذا عزب الصبر عن الناس يعني في الشدائد والنوائب يعين الناس ويحسن إليهم حتى يصبروا على ما ينوبهم بما ينالون منه ومن روى بفتح الطاء فمعناه أنّه كان يصبر في المواطن التي يصعب فيها الصبر
جعل العجاجة المرتفعة في الهواء سماء وجعل الأسنة لامعة فيها كالكواكب كما قال بشار، كأن مثار النقع فوق رؤسنا، وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه، وقال أيضا، خلقنا سماء فوقنا بنجومنا، سيوفا ونقعا يقبض الطرف أقتما، وقال الآخر، نسجت حوافرها سماء فوقها، جعلت أسنتنا نجوم سمائها،