يذكر اختلاف أحوال الدهر والناس يقول على هذا مضى الناس قبلنا لهم اجتماع مرة وفرقة مرة ومنهم ميت يموت ومولود يولد ومنهم مبغض ومحب كما قال الأعشى، شباب وشيب وافتقار وثروة، فلله هذا الدهر كيف ترددا،
جوز كل شيء وسطه والمهاري جمع مهرية وهي الإبل المنسوبة إلى قبيلة من اليمن يقال لها مهرة ابن حيدان ويقال مهارى بفتح الراء ومهارٍ بكسر الراء مثل صحارى وصحارٍ يقول لصاحبه سل البيد تخبرك أين يقع الدن منها بهذه المفازة أي كنا أسرع فيها من الجن وعن إبلنا المهارى أين تقع منها الظلمان في السرعة أي أنها كانت أسرع منها والنقنق ذكر النعام
الدجوجي المظلم لا يستعمل بغير ياء النسبة وجلت كشفت واظهرت السمالق جمع سملق وهي الأرض البعيدة الطويلة يقول رب ليل مظلم كان السمالق التي كنا نقطعها اظهرت لنا وجهك حتى اهتدينا للطريق وهذا كقول زاحم العقيلي، وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها، صدعن الدجى حتى ترى الليل ينجلي، وكقول أشجع، ملك بنور جبينة، نسري وبحر الليل طامي،
جنح الليل إقباله بظلامه يجنح على النهار أي يميل عليه فيذهب ضوءه
يقال ثوب شبارق إذا كان مقطعا وهو واحد وجمعه شبارق والهز والتجريك يعني تحريك الإبل ركبانها في سرعة سيرها وذلك يمنع النوم حتى يصير الإنسان من غلبة النوم مائدا بين الغرزين كالثوب الخلق لكثرة تمايله
بمن بدل من قوله بابن اسحاق إلا أنه اعاد العامل والاقشعرار أن ينتفش شعر الرجل على بدنه إذا اصابه خوف ومنه يقال أخذته فشعريرة وتريج تضطرب وتتحركة يقول تهابه الأرض إذا مشى عليهاوتتحرك الجبال الطوال خوفا منه
الجون الأسود هنا ورواه ابن جنى بضم الجيم وقال السحاب جمع سحابة ولذلك قال الجون بضم الجيم لأنه جمع والمعنى مرجو مهيب يرجى نفعه ويهاب ضره كالسحاب يرجى مطره وتخشى صواعقه وهذا كقول البحتري، سماحا وبأسا كالصواعق والحيا، إذا اجتمعا في العارض المتراكم،
شبهه بالسحاب ثم ذكر تفضيله على السحاب بأنها تمضي وهذا مقيم في كل وقت والسحاب قد يكذب في الرعد والبرق بأن لا يكون فيه مطر والممدوح صادق فيما يعد وقول
يعني زهد في الدنيا ففارقها وتركها لينسى إعراضا عن الخلق ولم يزده ذلك إلا جلالة قدر لأنه لم تخل الدنيا من ذكره
يقال سيف مهند وهندي وهندواني إذا عمل ببلاد الهند والمداري جمع المدري وهو ما يحك به الرأس والمخانق القلائد يقول غذى سيوفه بلحوم رؤس الأعداء وأعناقهم فقد طالت صحبتها للرؤوس والأعناق كما تصاحبها المداري والمخانق يعني إذا علت سيوفه الرؤس صارت بمنزلة المداري وإذا علت الأعناق صارت بمنزلة المخانق
يقول إذا غزا شققت الثاكلات جيوبهن لكثرة ما تقتله سيوفه وتخضب اللحى والمفارق بما يسيله من الدماء
يقال جنبته الشيء إذا باعدته عنه يقول من غفل عنه حتفه ولم ينقص أجله يبعد من سيوفه ولا يصير مقتولا بها ويقاسي بلاءها من نفسه طالق منه أي فارقته كالمرأة الطالق من الزوج تفارقه