يقول هو الذي يضرب الديش إذا اشتد المر وصعبت الحال وغلت الطعنة أي عز وجودها من غلال المبيع وإذا غلت الطعنة كان الضرب أغلى من الطعنة لحاجة الضارب إلى مزية إقدام قال ابن فورجة يريد إذا لم يقدر على الدنو من العدو قيد رمحٍ فالدنو إليه قيد سيف اصعب والمعنى أنه يضرب بسيفه حين يعدم الطاعن والضارب
يقول يا من غلب العقول بما أظهر من بدائع أفعاله فما تدرك العقول وصفا له أتعبت فكري لأنه لا يبلغنك فمهلا أي أرفق وروى ابن جنى فما يدرك ثم فسر هذا المعنى وأكده بقوله
من أراد أن يتشبه بك في كرم أخلاقك أعجزه ذلك فلم يقدر على التشبه بك ومن سلك طريقك ضل فيه أي لم يقدر على مجاراتك فيما تسلكه من طريقك
يقول إذا دعا لك بالخلود داعٍ قال لامت حتى ترى نظيرك ولا ترى أبدا لك نظيرا فلا تزال باقيا وقال يذكر نهوض سيف الدولة إلى ثغر الحدث لما بلغه أن الروم قد احاطت به في جمادي الأولى سنة 344
هذه المعالي التي نشاهدها لك هي المعالي حقيقةً ومن تعالى فليعلون كما علوت وإلا فليدع التعاليَ
فسر معاليه بهذا البيت فقال شرفك يزاحم النجوم في العلو وعزك أثبت من الجبال وأرسى منها حتى صارت الجبال بالإضافة إليه قلقةً والرق القرن وكنى عن المزاحمة بالمناطحة ويجوز أن يريد أن سلطانه ينفذ في كل شيء حتى لو أراد أن يزيل الجبال لأقلقها
قال ابن جنى يقول كلما عاد إليهم نذيرهم سبقوه بالهرب قبل وصوله إليهم ثم تليهم جياد سيف الدولة فسبقت سبقهم النذير أي لحقتهم وجازتهم قال ابن فورجة يقال اعجلته بمعنى استعجلته فأما سبقته فيقال فيه عجلته يقول كلما استعجلوا النذير بالمسير إليهم وإخبارهم بقدوم جيش سيف الدولة اظلت عليهم خيله قبل ورود النذير عليهم ويريد بالنذير الجاسوس
ويروي لا تحمل أي أنها تخرق الأرض بحوافرها لشدة وطئها وقوة جريها
أي خفيت ألوان خيله من الدهمة والكمتة والشبهة لما عليها من النقع وكأنها مبرقعة مجللة كما قال عدي بن الرقاعِ، يتعاوران من الغبار ملأة، بيضاء محدثةً هما نسجاها،
يقول عاهدته صدور خيله وعوالي رماحه أن تخوص الأهوال والحروب دون سيف الدولة أي تكفيه أياها كما قال، فقد ضمنت له المهج العوالي، وحمل همة الخيل العتاقا،
كان الوجه ولتمضين ما تقول حلفت هند لتقومن وهي وإن كانت جماعة الصدور والعوالي فإنه يخبر عنهاكما يخبر عن الواحدة وحكى الكوفيون حذف الياء في مثل هذا نحو حلفت هند لتمضن ولترضن لسكونها وسكون النون الأولى بعدها ولم يحرك الياء بالفتح كقوله، كان أيديهن بالقاع القرق، والمعنى أنها حالفته أن تفعل ما عجزت عنه الخيل والرماح
يقول لا ألومه على تمنيه محالا من تخريب هذه القلعة ثم ذكر سبب ترك اللوم فقال
البنية المبنية يقول أغضبه هذه القلعة التي بنيتها وهي من ثقلها عليه كأنها على رأسه وففاه أو على جبهته وبانٍ يعني سيف الدولة بلغ السماء علوا وعزة أي له العذر أن طلب إخرابها
البنى المصدر كالبناء يقول كلما قصد ن ينزلها عن رأسه توسع بناؤها حتى إزداد ثقلا فغشى الجبين والقذال وهذا مثل يعني أنك تزيد في بنائها فيزداد غيظه وغضبه