يقول الأعداء طلبوا أن ينالوا منك كما طلب الزمان فلم يقدروا أن يصيبوا ظل شخصك فمتى يقدرون أن يصيبوا شخصك والمعنى لم يقاربوك بسوء وذلك أن ظله يقرب منه
أنت طلبت البعض منهم فأدركت الكل بما أعطيت من السعادة في الظفر بالأعداء
أي غلبتهم حتى سلبت رماحهم وتركتهم عزلا لا سلاح معهم
يقول لو كان الذي أصابك من الرزية طعانا لأوردته خيلك قبلا وهي التي تقبل بإحدى عينيها على الأخرى عزة وتشاوسا
أي ولكشفت عن نفسك هذا الحنين الذي تجده إلى المفقود بضرب كشف الكرب من أولياءك وجلاها عنهم كثيرا قديما
يريد أن الموت يجري مجرى الخطبة من الحمام للميت وإن كانت تلك الخطبة تسمى ثكلا هذا إذا ننصبت المسماة على خبر كان وانتصبت ثكلا بالمسماة على معنى أن الخطبة سميت ثكلا وإن رفعت المسماة فالمعنى وإن كانت هذه التي سميتها يعني ذكرتها ثكلا وانتصب ثكلا بخبر كان
يقول المرأة الشريفة إذا لم تجد لها كفوا من الناس أرادت ان يكون الموت لها كالبعل لأنها إذا عاشت وحدها لم تنتفع بالدنيا وبشبابها فاختارت الموت على الحياة
يريد أن الحياة لا تمل وأنها أعز وأحلى من أن يملها صاحبها
أف كلمة يقولها المتضجر الكاره للشيء يقول إذا ضجر الشيخ فقال أف فإن ذلك الضجر والملال من ضعف الكبر لا من الحياة
أي العيش إنما يحلو ويطيب بالشباب وصحة البدن فإذا لم يكن في العيش صحة وشباب فسد العيش وولى بذهابهما
يقول الدنيا تعود على ما تهب فتأخذه فليتها بخلت وما جادت كما قال الحلاج، والمنع خير من عطاء مكدر، وهذا من قول الأول، الدهر آخذ ما أعطى مكدر ما، أصفى ومفسد ما أهوى له بيد، فلا يغرنك من دهر عطيته، فليس يترك ما أعطى على أحد،
هذا جواب التمني في قوله فيا ليت أي لو بخلت ولم تجد لكفتنا فرحة بوجود شيء يعقب غما بفقه وكفت كون خليل يترك الوجد خليلا إذا مات
والدنيا على غدرها بالناس وما ذكر من استرجاعها ما تعطى معشوقة محبوبة ثم ذكر أنه لا تحفظ لأحد عهدا لأنها تقطع الوصل ولا تدوم على العهد
أي كل من أبكته الدنيا فإنما يبكي لفوت شيء منه ولا يخلى الإنسان يديه عنها إلا قسرا بفك يديه
يقول عادة الدنيا كعادة النساء لا يدمن على الوصل ولا يحفظن العهد ولا أدري هل أنثت الدنيا لهذه المشابهة بالنساء أم لا قال ابن جنى هو يعلم أنها لم تؤنث لأنها تشبه الغواني ولكنه أظهر تجاهلا لعذوبة الفظ وصنعة الشعر