فيها أي في نواحيها وجوانبها ليهدمها يجمع اصناف الكفرة وتجمع أنت آجالهم لأنك تأتيهم فتقتلهم
الصلة الأرض التي اصابها مطر بين أرضين لم تمطر يقول تأتيهم بمناياهم وآجالهم في الرماح وهي ظامية إلى دمائهم أي تسرع إليهم إسراع العطاش إلى الأرض الممطورة
أي لما قصدوا هدمها كانوا باعثين سيف الدولة على إتمام بنائها فكان قصدهم الهدم والتقصير سببا للبناء وإطالته
لها أي للقلعة وذلك أن أهل الحدث لما هرب الروم خرجوا فأخذوا ما حملوه معهم من مكايد الحرب وآلاتها فصارت وبالا عليهم لأنهم يحاربونهم بها
الفعال هم الروم الذين جلبوا مكايد الحرب وفعلهم حملهم إليها المكايد والآلات وهم غير محمودين وأفعالهم محمودة في العاقبة لأنهم لو لم يحملوها لما ظفر بها المسلمون
يقول ورب قسيّ لهم كانوا يرمونك عنها فلما هربوا أخذت تلك القسي فقوتلوا بها ورموا بالسهام عنك والتقدير فردت عنك النصال في قلوب الرماة الذين كانوا يرمونك
أي يقطعون الرسل بتلك الطرق عن النفاذ إلى سيف الدولة لئلا يبلغه الخبر أنهم يقصدون الحدث فلما أبطأت الأخبار وتأخرت عن عادتها تطلع سيف الدولة لما وراء ذلك فوقف على الأمر وكان الإنقطاع كالإرسال وهذا كقوله قصدوا هدم سورها فبنوه
الغارب الموج وهذا كقوله حال أعدائنا عظيم البيت يريد أن شأنهم يتلاشى عندك وأن جل وعظم
ما نفيٌ ولم يقاتلوك حال والمضارع يقوم مقام اسم الفاعل كثيرا كقول الشاعر، يقصر يمشي ويطول باركا، يقول ما انهزموا غير مقاتلين ولكن القتال الذي قاتلتهم قبل هذا كفاك القتال أي أنهم قد بلوك قبل هذا فأشعرت قلوبهم الرعب وخافوك الآن فانهزموا ومروا
أي السيف الي قطع رقاب أولهم قطع أملا هؤلاء منك فهم لا يرجون ظفرا بك الآن
يقول أولهم أجادوا الثبات في الحرب فلم يغن عنهم وأدى ذلك إلى هلاكهم وذلك الثبات علم هؤلاء الإسراع عنك والإنهزام في الحرب ويريد بهذه الأبيات أن يبين أن أهل الروم شجعانُ أه حرب ولكنهم لا يقاومونك ولك الفضل عليهم فيكون هذا أمدح له
أي لم نظروا إلى الأماكن التي قتلت فيها اسلافهم ذكروهم فبكوا علهيم
يعني لم يبعد عهد ذلك المكان بالقتل فشعور القتلى واعضاؤهم باقية هناك تحمل الريح الشعر بينهم وتلقى الريح عليهم الأعضاء من المقتولين والأوصال جمع وصل وهو العضو
أي تلك المصارع تنذرهم الإقامة بها وتريهم لكل عضو منهم عضوا من المقتولين
فيه تقديم وتأخير لأن المعنى ابصروا الطعن في القلوب دراكا خيالا قبل أن يبصروا الرماح أي لشدة خوفهم منك وتصورهم ما صنعت بهم قديما رأوا الطعن متداركا متتابعا في قلوبهم تخيلا قبل أن يروا الرماح حقيقةً