يقال فرس جواد للذكر والأنثى والحمحمة دون الصهيل كالتنحنح ويقال شجاه يشجوه إذا أحزنه والمعاهد جمع معهدٍ وهو الموضع الذي عهدت به شيئا وتسمى ديار الأحبة معاهد يقول مررت على دار الحبيب فحمحمت جوادي لأنها عرفتها ثم استفهم متعجبا فقال والديار هل تشجو الجياد تعجب من عرفان فرسه الدار التي عهد بها أحبته وأخذ أبو الحسن التهامي هذا وزاد عليه فقال، بكيت فحنت ناقتي فأجابها، صهيل جيادي حين لاحت ديارها، ثم زاد السري على هذا فقال، وقفت بها أبكى وترزم ناقتي، وتصهل افراسي وتدعو حمامها، ثم نفى أبو الطيب التعجب بقوله:
الضريب اللبن الخاثر الذي حلب بعضه على بعض والشول النوق التي قلت البانها واحدتها شائلة وقال أبو عبيدة لا واحد لها يقول وليست تنكر الفرس الدهماء رسم المنزل شربت به ضربت الشول وما ههنا نفيٌ
يقول أريد أمرا والليالي تحول بيني وبينه وأنا بطلبي وقصدي أطردها عن منعها أياي من طلب ذلك الأمر.
إذا نصبت وحيدا كان حالا على تقدير أهم وحيد وروى ابن جنى بالرفع على تقدير أنا وحيدا من الخلان ليس يساعدني على طلبي أحد لعظم ما اطلبه وإذا عظم مطلوبك قل من يساعدك على ذلك.
يقول تعينني على تورد غمرات الحرب فرس سبوح تشهد بكرمها خصال لها هي منها أدلةٌ على كرمها.
تميل مع الرمح ميلانه للين مفاصلها على ما يريد فارسها من الطعان والمرود حديده يدوره بعضها في بعض شبه مفاصلها في سرعة استدارتها إذا لوى عنانها عند الطعان بمسمار المرود تدور حلقته كيف ما أديرت يدري لين أعطافها في الميدان وعند الطعان كما قال كشاجم، وإذا عطفت به على ناورده، لتديره فكأنه بركار، وأخطأ القاضي في هذا البيت فزعم أن هذا من المقلوب قال وإنما يصح المعنى لو قال كأنما الرماح تحت مفاصلها مراود وعنده أن المرود ميل الكحل شبه كون الرماح في مفاصلها بالميل في الجفون ينغل فيها كما ينغل الميل في العين وهذا فاسد لأنه خص المفاصل وليس كل الطعن في المفاصل ولانه قال تثنى على قدر الطعان وإذا كانت الرماح في مفاصلها كالميل في الجفن فما حاجتها إلى تثنيها.
يقول أورد نفسي مع السيف مهالك لايصدرن واردها حيا إذا لم يجالد ولم يقاتل
يعني أن الضرب إنما تكون بالقلب لا بالكف فإذا لم تقو الكف بقوة القلب لم تقو بقوة الساعد.
يريد كثرة من يرى من الشعراء المدعين وإن له التحقق باسم الشاعر لأنه يأتي بالقصائد.
يريد أنه في الشعراء كسيف الدولة في السيوف الأسامي متفقة كلها سيوف ولكن لا كسيف الدولة كذلك هؤلاء كلهم شعراء وليسوا مثله كما قال الفرزدق، وقد تلتقي الأسماؤ في الناس والكنى، كثيرا ولكن فرقوا في الخلائق،
يقول إنما ينتضيه ويستعمله عند الحرب كرم طبعه وتغمده عادته من العفو والإحسان يعني أنه ليس كسيوف الحديد التي تنتضي وتغمد.
أي لما كان الناس كلهم دونه في المحل والرتبة علمت أن الدهر ناقد للناس يعطي كل احد على قدر محله واستحقاقه ثم شرح هذا فقال
أحق الناس بأن يسمى سيفا ويلقب به أو أن يكون صاحب سيف وولاية من كان ضاربا للأعناق أي يكون شجاعا وأحقهم بالأمارة من لم يخف الشدائد ويروى بالأمن أي من الأعداء.