أشقى البلاد بهذا السيف البلاد التي اهلها الروم مع أن كلهم معترفون بمجدك لظهوره وكثرة أدلته عندهم وهو أنهم يرون آثار بأسه وكثرة غاراته وحروبه.
صببت الغارة على بلاد الروم حتى خافوك كلهم فلم ينم أحد منهم خوفا وإن كان على البعد منك والفرنجة قرية بأقصى الروم.
أي هي ملطخة بدمائهم وأهلها مقتولون مصروعون فكأنهم مساجد طليت بالخلوق وكأنهم سجد على الأرض وإن لم يسجدوا حقيقةً.
يقول تنزلهم من خيولهم منكوسين جعل خيلهم كالجبال التي تنكسهم عنها ويجوز أن يكون على القب من هذا بأن جعل الجبال كالجياد لهم يقول تنكسهم عن جبالهم التي تحصنوا بها وهي لهم بمنزلة الخيول السابقة وتطعنهم برماحٍ من كيدك فيقوم كيدك فيهم مقام الرماح
أي تضربهم بالسيف ضربا يقطع اللحم فيتركه قطعا وقد اكتمنوا في الكدى وهي جمع كدية وهي الصلابة في الأرض يريد أنهم حفروا فيها مطامير ليسكنوها عند الهرب كما تكمن الحيات في التراب.
المشمخرات العاليات يقال بناء مسمخر والذرى أعالي الجبال يقول الحصون العالية في الجبال تحيط بها خيلك احاطة القلائد بالأعناق.
يقول خيلك أهلكتهم يوم أغرن على هذا الموضع وساقتهم أسارى بهذا الموضع الآخر حتى أبيضت أرض آمد بكثرة من حصل بها من الأسارى من الجواري والغلمان.
أنهوى غريب في القياس لان انفعل إنما يبني مما الثلاثي منه متعد وهوى غير متعد يقول ألحقن الحصن الثاني في التخريب بالأول حتى سقط مثل سقوطه وذاق الهلاك أهل الحصنين وحجارتهما التي ببنائهما لأنك احرقتهما بالنار فانعلقت الصخور.
وسار بالليل غلسا في الوادي شجاع مبارك الوجه إينما توجه ظفر عابد الله يريد سيف الدولة وما تحت اللثامين الوجه واللثام ما يكون على الوجه يقي الحر والبرد والتلثم عادة العرب في اسفارها وعنى باللثام الثاني ما يرسله على الوجه من حلق المغفر.
يتمنى أن تكون البلاد وسع مما هي والزمان أطول وأوسع لان الأوقات تضيق عما يريد من الأمور ومقاصده من البلاد تضيق عن خيله وهذا كقوله، تجمعت في فؤاده همم، ملء فؤاد الزمان إحداها، فإن أتى حظها بأزمتهٍ، أوسع من ذا الزمان أبداها،
أي هو مقيم على غزو الروم وغزواته متصلة لا تؤخر سيوفه رقابهم إلا إذا اشتد البرد وجمد واديهم وسيحان نهر هناك معروف والاغباب التأخير يقال أغب الزيارة إذا أخرها.
يقول قتل الروم وافناهم فلم يبق إلا النساء اللواتي منعها من السيوف سواد شفاههن ونهود ثديهن يعني الجواري وأخذ السري هذا المعنى فقال، فما أبقيت إلا مخطفاتٍ، حمى الإخطاف منها والنهودُ،
يريد أنه أسر بنات بطاريق الروم فهم يبكون عليهن ليلا وهن ذليلاتٌ عند المسلمين.
يقول هكذا عادة الأيام سرور قوم مسآءة آخرين وما حدث في الدنيا حدث إلا سر به قوم وسيء به آخرون وقد قال أبو تمام، ما ن ترى شيئا لشيء محيياً، حتى تلاقيه لآخر قاتلا،
الشاكد المعطى ابتدأ يقول أنت على قتلك إياهم محبوب فيما بينهم كأنك تعطيهم شيئا وذلك من شرق الشجاعة لأن الشجاع محبوب حتى عند من يقتله.