الخازباز حكاية صوت الذباب ثم يسمى الذباب أيضا بهذا الأسم ومنه قول ابن احمر، وجن الخازباز به جنونا، يقول من الناس من لا يعرف الشعر فيجوز عليه شعراء كأنهم الذباب في هذيانهم.
أي يظن أنه بصير بالشعر وهو كالأعمى الذي ضاع عصاه فهو لا يهتدي للطريق يقول هو في جملة العميان ضائع العكاز.
لا شك أن كل شعر نظير قائله فإن العالم بالشعر شعره يكون على حسب علمه وكذلك من دونه ويروي قائله منك والخطاب للشاعر يقول إذا مدحت أحدا فقبل شعرك فهو نظيره يعني أن العالم بالشعر لا يقبل إلا الجيد والجاهل به يقبل الردى وعقل الممدوح المجيز مثل عقل المادح المجاز وتقدير الكلام مثل عقل المجاز فحذف المضاف والمجيز الممدوح الذي يعطى الجائزة والمجاز الشاعر.
وقال يهجو قوماً
يقول أماتكم الجهل قبل أن تموتوا أي أنتم موتي من جهلكم وإن كنتم احياء ولا وزن لكم ولا قدر فلخفة وزنكم تقدر النمل على جركم والسفيه الخفيف العقل يوصف بخفة الوزن كما أن الحكيم الرزين يوصف بثقل الوزن.
وليد ها هنا تصغير ولد وهو بمعنى الجماعة والكلب صفة أبي الطيب والدعوى الإدعاء وهو الانتساب يقول لا عقل لكم تعقلون به شيئا فكيف عقلتم الإدعاء في نسب لستم في ذلك النسب.
المنجنيق مؤنث يريد بها هجاءه يقول لو ضربتكم بهجاءي وأصلكم قويّ لكسركم وأبادكم فكيف ولا أصل لكم يعرف.
أي لو كنتم عقلاء لما انتسبتم إلى من يعرف أنه لا نسل له ولا عقب أي قد ظهرت دعواكم بهذا الإنتساب.
وقال يمدح الحسين بن عليّ الهمداني
يقول لقد ضمني واشتمل عليّ وجدٌ بمن ضمه البعد وقاربه ثم قال لي ليتني بعد لأحوزه فأكون معه ويا ليته وجد ليحوزني ويتصل بي.
يقول أسر بأن يجدد لي الوى ذكر شيء قد مضى من أيام وصل الأحبة ولذة التواصل وإن كان الحجر الشديد لا يبقى له تأسفا عليه وحنينا إليه.
السرب المال الراعي والسرب القطيع يقول السهاد إذا كان لأجلكم رقاد في الطيب والقلام على خبث ريحه إذا رعته أبلكم وردٌ.
أي أنت مصورة في خاطري وفكري حتى كأنك حاضرة عندي لم تفارقيني وحتى كان يأسي من وصلك وعد بالوصال.
يقول يكاد قرب صورتك يمسح مدامعي الجارية على خدي ويلزم ثوبي رائحتك الطيبة يريد أن قوة فكره تجعلها موجودة في ناظره وخاطره فتشمه رائحتها وتلزمها ثوبه ومن نصب يعبق كان عظفا على تكادي ومن رفع كان عطفا علي تمسحين.
المرأة الحسناء إذا غدرت وخانت في المودة فقد وفت بالعهد لأن عهدها أنها لا تبقى على العهد فإذن وفاءها غدرٌ.
يقول إذا عشقت المرأة كان عشقها أشد من عشق الرجال لأنهن أرق طبعا وأقل صبرا وإذا ابغضت جاوزت الحد أيضا في البغض ولم يكن ذلك قصدا وقوله فاذهب حشو أتى به لإتمام الوزن ومعناه لا تطمع ف يحبها إذا فركت واذهب لشأنك وإن شئت قلت فإذهب في تلافي ذلك الفرك والأول الظاهر.
أي هي مبالغة في كلتى حالتيها في الحقد والرضى.