الطّرق مشرفة على سَائِر السبل وَفِي ذكرهَا عِنْد النَّاس خمول لجهلهم بهَا وَقلة سلوكهم لَهَا وَلها رفْعَة على الطّرق لِأَنَّهَا فِي رُءُوس الْجبَال
21 - الْإِعْرَاب نصب قباحا صفة لمغيرة الْمَعْنى يَقُول فجأتهم هَذِه الْخَيل فَلم يشعروا بهَا إِلَّا مُغيرَة عَلَيْهِم قباحا أَعينهم لسوء فعلهَا بهم وَهِي مَعَ ذَلِك جميلَة فِي خلقهَا متناهية فِي حسنها
22 - الْإِعْرَاب سحائب نَصبه على الْبَدَل من قباح قَالَه أَبُو الْفَتْح وَيجوز على الْبَدَل من ضمير رأوها الْمَعْنى جعل خيله كالسحائب لما فِيهَا من بريق الأسلحة وأصوات الفرسان وَجعل مطرها الْحَدِيد لِأَنَّهَا تنصب عَلَيْهِم بِالسُّيُوفِ والأسنة وَلما جعل الْحَدِيد مَطَرا جعل الْمَكَان الَّذِي يَقع بِهِ مغسولا بِهِ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يجوز أَن يَعْنِي بالسحاب الْغُبَار الثائر وَيكون فِي الْكَلَام حذف أَي رَأَوْا وَالْمعْنَى أَنه وصف خيله بِالْكَثْرَةِ فَقَالَ سحائب تمطر الْحَدِيد عَلَيْهِم وتعمل السِّلَاح فيهم فَكل مَكَان تغسله السيوف بِمَا تسفكه من الدِّمَاء وتغشاه بِمَا تحدثه من الْقَتْل
23 - الْغَرِيب الانتحاب الْبكاء وعرقة مَوضِع بِبِلَاد الرّوم والثاكلات جمع ثاكل وَهِي الَّتِي فقدت ولدا أَو بعلا أَو أَبَا أَو أَخا الْمَعْنى الْجَوَارِي اللَّاتِي سبين من الرّوم بِهَذَا الْموضع يبْكين بعولهن مفجعات قد شققْنَ جُيُوبهنَّ وفرقن شعورهن وثيابهن فَعَادَت جُيُوبهنَّ لسعتها ذيولا تسحب
24 - الْغَرِيب موزار مَوضِع بِبِلَاد الرّوم والقفول الرُّجُوع وَمِنْه الحَدِيث كَانَ إِذا قفل من غَزْو وقفل يقفل بِالضَّمِّ والقافلة الرّفْقَة الراجعة من السّفر الْمَعْنى لما عَادَتْ خيل سيف الدولة ظَنّهَا الرّوم قافلة منصرفة بموزار وَلَيْسَ لَهَا قفول إِلَّا الدُّخُول إِلَيْهِم والاقتحام عَلَيْهِم فَكَانَ عودتها إِلَى موزار بِخِلَاف مَا ظنوه وَبِغير مَا احتسبوه
25 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي كَأَنَّهُ يعود على الْمصدر والنجيع الدَّم الضَّارِب إِلَى السوَاد وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ دم الْجوف خَاصَّة وَالْكَفِيل الضَّامِن