- ويروى لَا تعذل الْغَرِيب جمع الشوق وَهُوَ مصدر على أشواق وَذَلِكَ لاخْتِلَاف أَنْوَاعه الْمَعْنى يَقُول لَا تكن عاذرا للمشتاق فِي شوقه حَتَّى تَجِد مَا يجده فَهَذَا معنى قَوْله فِي أحشائه يُرِيد يكون قَلْبك فِي قلبه أى تحب مثل مَا يحب وَهُوَ من قَول البحترى رَحمَه الله
(إذَا شِئْتَ ألاَّ تعْذُلَ الدهرَ عَاشِقًا ... على كمَدٍ من لَوْعة البَيْن فاعْشَقِ)
17 - ويروى إِن المشوق الْإِعْرَاب مضرجا فِي الْمَوْضِعَيْنِ نصب على الْحَال وَفصل بَين اسْم إِن وخبرها بِالْحَال الْغَرِيب المضرج الملطخ بِالدَّمِ من ضرجت الثَّوْب إِذا صبغته بالحمرة الْمَعْنى إِنَّه جعل جَرَيَان الدمع كجريان الدِّمَاء وَهَذَا لِأَنَّهُ جعل العاشق كالقتيل تَعْظِيمًا لِلْأَمْرِ
18 - الْغَرِيب يعذب يطيب وَمِنْه المَاء العذب والمبتلى العاشق الذى بلَى بالحب والحوباء النَّفس وَجَمعهَا حوباوات الْمَعْنى يُرِيد أَن الْعِشْق طيب الْقرب يستعذب كقرب الحبيب وَإِن كَانَ ينَال من نفس العاشق أى يهلكها وَالْمعْنَى أَن الْعِشْق قَاتل وَهُوَ مَحْبُوب مَطْلُوب
19 - الْإِعْرَاب بفدائه أى بفدائك إِيَّاه أضَاف الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول كَقَوْلِه تَعَالَى {بسؤال نعجتك إِلَى نعاجه} أى بسؤاله نعجتك وَيجوز إِضَافَة الْمصدر إِلَى الْمَفْعُول لملابسته إِيَّاه الْغَرِيب الدنف الشَّديد الْمَرَض والدنف بِالتَّحْرِيكِ الْمَرَض الملازم وَرجل دنف وَامْرَأَة دنف يستوى فِيهِ الْمُذكر والمؤنث والتثنية وَالْجمع فَإِن كسرت النُّون قلت امْرَأَة دنفة وثنيت وجمعت وَقد دنف الْمَرِيض وأدنف إِذا اشْتَدَّ مَرضه وأدنفه الْمَرَض يتَعَدَّى وَلَا يتَعَدَّى فَهُوَ مدنف ومدنف الْمَعْنى يُرِيد أَنَّك لَو قلت للدنف لَيْت مابك من برح الصبابة والهوى بى لَغَا من ذَلِك وَوجه غيرته الشُّح على محبوبه وَالْخَوْف أَن يحل أحد مَحَله فَهُوَ على مافيا لَا يسمح لأحد أَن يفْدِيه مِمَّا بِهِ من الْمَشَقَّة