- الْغَرِيب الشموس جمع الشَّمْس وَكَانَ الأولى أَن يُقَال رجال مثل الشموس وَإِنَّمَا جمع ليجعل كل وَاحِد مِنْهُم شمسا فقابل جمَاعَة بِجَمَاعَة واستجاز ذَلِك لِأَن الشَّمْس يخْتَلف طُلُوعهَا وغروبها وازدياد حرهَا وانتقاصه وَتغَير لَوْنهَا فى الأصائل وَغَيرهَا فَيُقَال شمس الضُّحَى وشمس الأصائل وشمس الصَّيف وشمس الشتَاء كَقَوْلِه تَعَالَى {رب المشرقين وَرب المغربين} و {رب الْمَشَارِق والمغارب} وَقَالَ الله تَعَالَى {وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب} وَقَالَ النخعى
(حَمِىَ الحَدِيدُ عَلَيهِمُ فكأنَّهُ ... وَمَضَانُ بَزْقٍ أوْ شُعاعُ شُموسِ)
الْمَعْنى يَقُول كَبرت لله تَعَجبا لما رَأَيْت الشموس طالعة من قبل الْمغرب لِأَن الممدوح كَانَ بَيته فى جِهَة الْمغرب فعجبت من طُلُوع الشَّمْس من الْمغرب وَهَذَا مثل قَوْلك رَأَيْت زيدا فَلَقِيت حاتما جودا والأحنف حلما وإياسا ذكاء وعمرا دهاء وخَالِد بن صَفْوَان بلاغة
18 - الْمَعْنى كَانَ من حَقّهَا أَن تلين حَتَّى ينْبت الْوَرق فتعجبت مِنْهَا كَيفَ لَا تورق صخورها لفضل أَيْديهم على السحب // وَهَذَا من الْمُبَالغَة // وَهُوَ مَنْقُول من قَول البحترى
(أشْرَقْنَ حَتَّى كادَ يَقْتَبسُ الدُّجَى ... وَرَطُبْنَ حَتَّى كادَ يجْرِي الجندل تَعُومُ وَلَا تَغْرَقُ)
قَالَ أَبُو الشمقمق وَكَانَ مَعَ طَاهِر بن الْحُسَيْن فى حراقة فى دجلة
(عَجِبْتُ لِحُرَّاقَةَ ابْنِ الْحُسَيْنِ ... كَيْفَ تَعُومُ وَلَا تَغْرَقُ)
(وَبحْرَانِ مِنْ تَحْتِها وَاحِدٌ ... وآخَرُ مِنْ فَوْقِها مُطْبِقُ)
(وأعْجَبُ مِنْ ذَاكَ عِيدَانُها ... وَقَدْ مَسَّها كَيْفَ لَا تُوْرِقُ)
وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد
(لوْ أنَّ كَفاًّ أعْشَبَتْ لِسَماحَةٍ ... لبَدَا برَاحَتِهِ النَّباتُ الأَخْضَرُ)
ولبعض الْأَعْرَاب
(لوْ أنَّ رَاحَتَهُ مَرَّتْ على حَجَرٍ ... صَلْدٍ لأَوْرَقَ مِنها ذلكَ الحَجَرُ)