- الْإِعْرَاب أَصْبِر فى مَوضِع نصب عطفا على أهْدى وَأبْدى ونصبهما على الْحَال وَيجوز أَن يَكُونَا منصوبين بِفعل مُضْمر تَقْدِيره فهاجوك فألفوك ومقلة نصب على التَّمْيِيز الْغَرِيب أمواهة جمع مَاء يُقَال مَاء وأمواه ومياه والضباب جمع ضَب وَهُوَ دَابَّة لَا ترد المَاء وَلَا تطلبه والودائق جمع وديقة وهى شدَّة الْحر قَالَ الهذلى
(حامى الْحَقِيقَةِ نَسَّالُ الوَديقَةِ مِعْتاقِ ... الوَسيقَةِ لَا نِكْسٌ وَلا وَكِلُ)
الْمَعْنى وجدوك أَصْبِر عَن المَاء من الضباب لِأَنَّهَا لَا تطلب المَاء // وَهَذَا مُبَالغَة // وآلف مِنْهَا للهواجر وَأَشد مِنْهَا إقداما وجراءة وكل هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنهم قصروا عَن مَعْرفَته باختراق القفر وعجزوا عَمَّا أظهره فى ذَلِك من الْجلد وَالصَّبْر
37 - الْإِعْرَاب هديرا خبر كَانَ وَاسْمهَا ضمير فِيهَا تَقْدِيره كَانَ فعلهم وكيدهم ومهلبة الأذناب وخرس الْمَفْعُول الثانى لتركت بِمَعْنى صيرتها الْغَرِيب المهلبة الأذناب هى الْمُقطعَة شعر الأذناب والهلب شعر الذَّنب والشقاشق جمع شقشقة وهى مَا يخرج من فَم الْبَعِير عِنْد هديره وَلَا تخرج إِلَّا عِنْد هياجه الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ طغيانهم مثل هدير من فحول تهادرت فَانْتدبَ لَهَا قوم ففجعوها وتركوها مهلبة سَاكِنة الهدير يُرِيد أَنَّهَا هربت من بَين يَدَيْهِ وذلت وهلبها أى أَخذ خصل شعرهَا وَسكن هديرها خوفًا ورهبا وَقَالَ ابْن فورجة الْفَحْل إِذا أَخذ شعر ذَنبه ذل أَلا ترى إِلَى قَول الشَّاعِر
(أَبى قِصَرُ الأذْنابِ أنْ تَخْطِرُوا بِها ... )
وَإِنَّمَا هَذَا مثل يُرِيد أَنه أَتَاهُم وأذلهم وأصغر أَمرهم وَالْمعْنَى يَقُول تركت فحول تِلْكَ الْقَبَائِل كفحول إبل تستذل بِقطع الأذناب وسكنتها بغلبتك عَلَيْهَا فَانْقَطَعت أصوات شقاشقها وَالْمعْنَى أَنه أذلّ أعزاء الْأَعْرَاب وَذهب بقوتهم وظفر بهم