- 1 - الْغَرِيب أَرَادَ دهماء هَاتين كَمَا تَقول اخْتَرْت فَاضل هذَيْن أى الْفَاضِل مِنْهُمَا وَأَرَادَ الدهماء مِنْهُمَا وَقَوله تين بِمَعْنى هَاتين وتا بِمَعْنى هَذِه وتان بِمَعْنى هَاتين قَوْله
(يَا مطرُ ... )
أى شبه الْمَطَر الْمَعْنى يُرِيد يَا من لَهُ فى الْفَضَائِل الِاخْتِيَار يُرِيد أَنه يَأْخُذ الْمُخْتَار مِنْهُمَا قَالَ الواحدى يرْوى الْخَبَر يُرِيد الاشتهار فى الْفَضَائِل
2 - الْمَعْنى يَقُول أَنا اخْتَرْت الدهماء والعيون قد تخطئ فتستحسن مَا غَيره أحسن مِنْهُ فَإِن النّظر قد يصدق فيريك الشئ على مَا هُوَ بِهِ وَقد يكذب فَلَا يُرِيك حَقِيقَة الشئ
3 - الْمَعْنى يَقُول لَا عيب فِيك إِلَّا أَنَّك بشر لِأَنَّك أجل قدرا من أَن تكون بشرا آدَمِيًّا لِأَن فِيك من الْفَضَائِل مَالا يكون فى بشر
4 - الْإِعْرَاب إعطاءه مصدر وَضعه مَوضِع الْعَطاء الْغَرِيب العكر جمع عكرة وهى مَا بَين الْخمسين إِلَى المئة وَقيل مَا بَين الْخمسين إِلَى السِّتين الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد قدرك أَن يكون عطاؤك فَوق هَذَا فَإِذا فعلت هَذَا فكأنك معيب بِهِ لقلته بِالْإِضَافَة إِلَى قدرك قَالَ أبن فورجة إِن كَانَ التَّفْسِير على مَا ذكره فَهُوَ هجو وَكَيف تهجى الْكِبَار بِأَكْثَرَ من أَن يُقَال مَا وهبت يسير فى جنب قدرك فَيجب أَن تهب أَكثر من ذَلِك والذى أَرَادَهُ أَنهم لَو عابوك مَا عابوك إِلَّا بسخائك وإسرافك فِيهِ وَلَيْسَ السخاء مِمَّا يعاب بِهِ فَيكون كَقَوْل النَّابِغَة
(وَلَا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سُيُوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِراعِ الكَتائِبِ)
وكقول ابْن الرقيات
(مَا نَقَمُوا مِنْ بنى أُمَيَّةَ إِلَّا ... أنَّهُمْ يَحْلُمُونَ إنْ غَضِبُوا)
الْمَعْنى أَنهم لَا يقدرُونَ على عيبك إِلَّا بِمَا لَا يعاب بِهِ أحد هَذَا كَلَامه والذى ذكره أَبُو الْفَتْح صَحِيح وَقد يمدح الْإِنْسَان الْكثير العطايا بِأَن قدره يقتضى أَكثر مِمَّا يعْطى كَقَوْلِه أَيْضا
(يَا مَنْ إِذا رَهَبَ الدُّنْيا فقَدْ بَخِلاَ ... )