- الْغَرِيب برقتْ السَّمَاء ورعدت وأبرقت وأرعدت وَقَالَ الأصمعى لَا أعرف أبرقت وَلَا أرعدت الْمَعْنى يُرِيد أَنه يمطر الْأَعْدَاء الْمَوْت بِالْقَتْلِ وَيحيى الْأَوْلِيَاء بِكَثْرَة الْبَذْل فَكَأَنَّهُ سَحَاب للْمَوْت والحياة من غير برق وَلَا رعد

23 - الْغَرِيب وهسوذان ملك الديلم الْمَعْنى يُرِيد ان وهسوذان ذُو رأى فَاسد جنى على نَفسه السوء بمحاربة ركن الدولة يَقُول نلْت من مضرته مَا أردْت وَلم تنَلْ مِنْهُ مَا نَالَ رَأْيه الْفَاسِد وَهُوَ من قَول بَعضهم

(مَا يَبْلُغُ الأعْداءُ مِن جاهِلٍ ... مَا يَبْلُغُ الجاهِلُ مِنْ نفسِهِ)

24 - الْمَعْنى فسر فَسَاد رَأْيه بقول يبْدَأ من الكيد بِمَا هُوَ الْغَايَة وهى الْحَرْب يُرِيد أَنه يَبْتَدِئ بِمَا لَا يُصَار إِلَيْهِ إِلَّا فى الْغَايَة أى فى آخر الْأَمر وَكَانَ سَبيله أَن لَا يحاربكم إِلَّا فى آخر الْأَمر إِذا اضْطر إِلَى الْمُحَاربَة

25 - الْمَعْنى يَقُول يذم اخْتِيَاره محاربكم فى غَايَة الْأَمر لِأَنَّهُ لَا يظفر بِمَا يُرِيد وَلَو أَنِّي وافدا إِلَيْكُم لحمد أمره أى لَو قدم عَلَيْكُم سَائِلًا

26 - الْإِعْرَاب قَوْله بِلَا سلَاح الْبَاء مُتَعَلقَة بأتى وَافد وَيجوز أَن تتَعَلَّق بأتى محاربكم وَقَوله قفاز عطف على قَوْله فذم الْمَعْنى يَقُول لَو أَتَى بِلَا سلَاح إِلَى محاربتكم سوى الرَّجَاء فَإِن رَجَاءَهُ لكم من أوثق الْعدَد لظفر بالنصر وَرجع راشدا

27 - الْغَرِيب يقارع يحارب من المقارعة بِالسِّلَاحِ والمسود الذى ساده غَيره والسائد الذى سَاد غَيره الْمَعْنى يَقُول من حاربكم وعصاكم حاربه الدَّهْر وَلَو كَانَ من كَانَ رَئِيسا أَو مرءوسا وَفِيه نظر إِلَى قَول مُحَمَّد بن وهيب

(وحاربنى فيهِ رَيبُ الزَّمانِ ... كأنَّ الزَّمانَ لَهُ عاشِقُ)

وفى التَّذْكِرَة لِابْنِ حمدون أَن سعيد بن حمدون قَالَ قَرَأت فى كتاب أَن جَارِيَة كتبت إِلَى مَوْلَاهَا وَقد بَاعهَا وَكَانَت تهواه وهب الله لطرف يشكو إِلَيْك الشوق حظا من رؤيتك فَمَا أشبه إبعاد الدَّهْر لى عَنْك إِلَّا بقول مُحَمَّد بن وهيب

(وَحارَبنى فِيهِ رَيبُ الزَّمانِ ... كأنَّ الزمانَ لهُ عاشِقُ)

فَقَالَ سعيد بن حميد وَالله لَو كَانَت بنت الْحسن لحسدتها على هَذَا الْكَلَام فَكيف وهى جَارِيَة مَمْلُوكَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015