- الْغَرِيب المزن جمع مزنة وهى المطرة قَالَ أَوْس بن حجر

(ألم تَرَ أنَّ الله أنزل مزنة ... وعُفْر الظِّباء فى الكِناس تَقَمَّعُ)

والمزنة أَيْضا السحابة الْبَيْضَاء وَالْبرد حب المزن وَسَقَى وأسقى لُغَتَانِ فصيحتان نطق بهما الْقُرْآن قَالَ الله تَعَالَى {وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا} وَقَالَ {لأسقيناهم} وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو بكر {نسقيكم} فى النَّحْل والإفلاح الْمُؤمنِينَ بِفَتْح النُّون من سقى وَالْبَاقُونَ بِالضَّمِّ من سقى الْمَعْنى أحسن فى المخلص لامتزاجه بالنسيب وَجعل الممدوح يسقى السَّحَاب لِأَن نداه أَكثر من فيض السَّحَاب فَالْمَعْنى سقى الممدوح كل سَحَابَة سقتكم مُكَافَأَة فها على مَا فعلت من سقيكم فَهُوَ يَغْدُو إِلَيْهَا بالسقيا كَمَا كَانَت تَغْدُو إِلَيْكُم وَهَذَا مُبَالغَة فى الْمَدْح

12 - الْمَعْنى يُرِيد لتروى السَّحَاب كَمَا تروى بلادك وينبت الْفَخر وَالْمجد فَوْقك لِأَن عطاياك تورث الشّرف وَالْمجد فتشرف السَّحَاب بِمَا تنَال من جدوك وَيكون الْفَخر وَالْمجد نابتين فِيهَا لما شربت من سقياك وَهَذَا كَلَام أَبى الْفَتْح وَنَقله الواحدى حرفا فحرفا

13 - الْإِعْرَاب الْبَاء فى قَوْله بِمن مُتَعَلقَة بينبت أى ينْبت بجود من أَو بِسَبَبِهِ وَإِن شِئْت كَانَت مُتَعَلقَة بقوله لتروى الْغَرِيب زحمته زحما فَهُوَ مصدر زحمته وزاحمته زحاما الْمَعْنى يَقُول إِذا ركب شخصت الْأَبْصَار لركوبه لعظم قدره وجلالته وَالنَّظَر إِلَيْهِ ليتعجبوا من حسنه وهيبته

14 - الْغَرِيب البنان واحده بَنَاته وهى الْأَصَابِع والإيماء الْإِشَارَة الْمَعْنى يَقُول إِذا بدا اشْتغل النَّاس بِالنّظرِ إِلَيْهِ والإيماء نَحوه فيلقون مَا فى أَيْديهم من السِّلَاح وَلَا يَشْعُرُونَ وَهَذَا من قَوْله تَعَالَى {فَلَمَّا رأينه أكبرنه}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015