وَغلط ابْن دوست فَقَالَ عِنْد سلك السيوف وتفريقك بَينهَا وَبَين أغمادها تمنى أَعْنَاق النَّاس أَن تكون عمودا لَهَا فتغمدها فِيهَا يُرِيد شدَّة حبهم لإغمادها وَلَو كَانَ ذَلِك فى أَعْنَاقهم وَكنت أربأ بِهِ عَن مثل هَذَا الْغَلَط لتصدره فى هَذَا الشَّأْن ونعوذ بِاللَّه من التضيحة أما علم أَن الغمود فى القاقية هى الأغماد الْمَذْكُورَة فى الْبَيْت فَكيف يُفَسر هَذَا وَيَقُول عِنْد سلك السيوف وَمَتى تكون الْبَاء بِمَعْنى عِنْد انْتهى كَلَامه وَقَالَ ابْن القطاع معنى الْبَيْت أَن الطلى تمنت أَن تهجر السيوف أغمادها لِأَنَّهَا إِذا فَارَقت الأغماد لم تعد إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا تمنت النجَاة وَقيل تمنت الطلى الخائفة مِنْك أَن تكون تِلْكَ الطلى الَّتِى صيرتها أغماد السيوف لِأَنَّهَا إِذا أغمدتها فِيهَا لم تعد إِلَيْهَا فَكَأَنَّهَا تمنت أَن ينعكس الحكم فتواصل السيوف تِلْكَ الطلى الَّتِى صَارَت أغمادها فتسلم من الْقَتْل وَهَذَا معنى خفى جدا يُرِيد التَّأَمُّل

13 - الْإِعْرَاب إِلَى مُتَعَلق بِمَا قبله وَالْبَيْت مضمن فى قَول بَعضهم وَإِلَى من صلَة الهجر تَقْدِيره بهجر سيوفك أغمادها إِلَى الْهَام وَقَالَ قوم لَيْسَ مُتَعَلقا بِمَا قبله وَإِنَّمَا هُوَ مُتَعَلق بتصدر وتصدر مَعْنَاهَا الْحَال أى صادرة عَن مثل مَا هجرت إِلَيْهِ وَعَن وُرُود مُتَعَلق بقوله صَدرا الْغَرِيب الْهَام الرَّأْس وَقيل هُوَ جمع الهامة والصدر هُوَ الْخُرُوج بعد الرى والورود الدُّخُول إِلَى المَاء الْمَعْنى يَقُول أبدا سيوفك تصدر عَن هام إِلَى هام أُخْرَى فَلَا تأتى الرُّءُوس إِلَّا وَقد صدرت عَن رُءُوس أُخْرَى وصدرها عَمَّا وَردت إِلَيْهِ وُرُود عَن مثل مَا صدرت عَنهُ فهى أبدا صادرة عَن هام إِلَى هام لذَلِك لَا تعود إِلَى أغمادها لِأَنَّهَا لَا شكّ صادرة وواردة

13 - الْمَعْنى يَقُول مَا زلت تقتل النَّاس بالحديد حَتَّى قتلت بهم الْحَدِيد أى كَسرته وثلمته وَهَذَا كَقَوْل حبيب

(وَمَا كنتَ إِلَّا السَّيْفَ لاَقى ضَرِيبَةً ... فقَطَّعَها ثمَّ انْثَىَ فتَقَطَّعا)

إِلَّا أَن أَبَا تَمام خص السَّيْف وَحده وَهَذَا ذكر الْحَدِيد مُجملا وَهُوَ أبلغ لِأَنَّهُ يدْخل فِيهِ السَّيْف وَغَيره وَقَالَ الواحدى هَذَا مثل قَول حبيب

(وَما ماتَ حَتَّى ماتَ مَضْرِبُ سيْفِهِ ... مِن الضربِ واعتلت عَلَيْهِ القنَا السُّمْرُ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015