- 1 - 2 الْغَرِيب قصر عَن الشئ إِذا عجز وأقصر إِذا كف عَنهُ مَعَ الْقُدْرَة وَقصر فِيهِ إِذا لم يُبَالغ والود الْمحبَّة والمدى الْغَايَة والبعد الْمَعْنى يَقُول كف عَن الْبر وَأمْسك عَنهُ فَإنَّك لَا تزيدنى بذلك ودا لِأَن ودى إياك قد انْتهى وَعبر حَده وَصَارَ ودا لَا يقدر لَهُ على زِيَادَة فَلَا أُطِيق الزِّيَادَة عَلَيْهِ وَمثله قَول ذى الرمة

(فَما زالَ يعْلُو حُبُّ ميَّة عندَنا ... ويزدادُ حَتَّى لم نجد مَا يزيدُها)

الْمَعْنى أرْسلت الْآنِية وهى الْجَام الذى كَانَ فِيهِ الْحَلْوَاء مملوءا من كرمك فرددتها أَنا إِلَيْك مَمْلُوءَة حمدا من حمدى إياك وشكرى وَيُرِيد بِهِ مَا كتب إِلَيْهِ على جوانبها 3 - الْغَرِيب طفح الشَّيْء امْتَلَأَ وفاض الْإِعْرَاب تطفح من مَوضِع الْحَال تَقْدِيره طافحة فَرد الْحَال إِلَى الِاسْتِقْبَال كَقَوْلِه تَعَالَى ثمَّ جاءوك يحلفُونَ بِاللَّه وَالضَّمِير فِي قَوْله بِهِ عَائِد على الشّعْر الْمَكْتُوب على جوانبها الْمَعْنى يُرِيد أَن جاءتك مثنى بِالْحَمْد يُرِيد بالأبيات الَّتِى عَلَيْهَا وهى فارغة فَأَنت تظنها فَردا وهى مثنى وتظنها لَا شئ مَعهَا وهى مَمْلُوءَة بحمدى وشكرى

4 - الْإِعْرَاب قَوْله {أَن لَا تحن} أَن هَا هُنَا هِيَ المخففة من الثَّقِيلَة وَدخلت {لَا} لتفصل بَينهَا وَبَين الْفِعْل فَلهَذَا رفع تحن وتذكر وَمثله قِرَاءَة أَبى عَمْرو وَحَمْزَة والكسائى فى قَوْله تَعَالَى {وَحَسبُوا أَن لَا تكون فتْنَة} بِالرَّفْع وروى جمَاعَة هَذَا الْحَرْف {أَن لَا تحن وتذكر} بِالنّصب كَقِرَاءَة ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم وَجعلُوا أَن هى الناصبة وَلم يعتدوا بِلَا الْغَرِيب الْخَلَائق جمع خَلِيقَة وهى مَا خلق عَلَيْهِ الْإِنْسَان كالطبيعة وهى مَا طبع عَلَيْهِ الْإِنْسَان وحن يحن إِلَيْهِ حنينا فَهُوَ حَان أى اشتاق والحنان الرَّحْمَة وَمِنْه

(وَحَنَانًا من لدنا ... )

الْمَعْنى يَقُول تأبى عَلَيْك طباعك الْكَرِيمَة الشَّرِيفَة أَن لَا تشتاق إِلَى أحبائك وأوليائك وتذكر الْعَهْد الذى لَك عِنْدهم فطباعك تأبى عَلَيْك أَن تنساهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015