- الْمَعْنى يَقُول الْأَعْدَاء قد رَأَتْ كل من نوى لَك غدرا أَنه يباوه الله بِالْمَوْتِ أَو بغدره الزَّمَان فَيهْلك وَالْمَوْت خير للعاقل من غدر زَمَانه
5 - الْمَعْنى يَقُول إِنَّه لما هلك فَارقه سَيْفه وَكَانَ رَفِيقه فِي كل حَال وشبيب هَذَا هُوَ ابْن جرير الْعقيلِيّ من قوم كَانُوا من القرامطة وَكَانُوا مَعَ سيف الدولة وَولى شبيب معرة النُّعْمَان دهرا طَويلا وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جمَاعَة من الْعَرَب فَوق عشرَة آلَاف وَأَرَادَ أَن يخرج على كافور وَقصد دمشق فحاضرها فَيُقَال إِن امْرَأَة أَلْقَت عَلَيْهِ رَحا فصرعته فَانْهَزَمَ من كَانَ مَعَه لما مَاتَ وَيُقَال إِنَّه حدث بِهِ صرع من شرب الْخمر فَحدث بِهِ تِلْكَ السَّاعَة فصرع فَتَركه أَصْحَابه ومضوا فَأَخذه أهل دمشق فَقَتَلُوهُ فَعرض بِهِ أَبُو الطّيب بِهَذَا الْبَيْت يُرِيد أَن من عاداك رَمَاه الله بِالْمَوْتِ أَبُو بغدر الزَّمَان بِهِ
6 - الْغَرِيب قيس من عدنان واليمن من قحطان وَبَينهمَا بعد وتنازع وَاخْتِلَاف وَكَأن الرّقاب قَالَت مجَازًا لسيفه أَنْت يمني والنصل الْجيد ينْسب إِلَى الْيمن الْمَعْنى يَقُول الرّقاب لما كثر تقطيعها بِسَيْفِهِ أغرت مَا بَينه وَبَين سَيْفه ليغترقا وشبيب الَّذِي يصاحبك قيسي وَأَنت يماني وَهُوَ مُخَالف لَك ففارقه لما علم أَنه يُخَالف الأَصْل
7 - الْغَرِيب الْحَيَوَان كل مَا كَانَ فِيهِ روح كبني آدم وَغَيرهم والمنايا جمع منية وَهِي الْمَوْت الْمَعْنى يَقُول الْمَوْت غَايَة كل حَيّ فَإِذا هلك شبيب فَلَا عَار عَلَيْهِ من ذَلِك
8 - الْمَعْنى يَقُول كَانَ نَارا على الْأَعْدَاء غير أَن دخانه الْغُبَار وَهُوَ من قَول الآخر
(ماوِيَّ يارُبما غارةْ ... شَعْوَاءَ كاللذْعَةِ بالميسَمِ)
9 - الْإِعْرَاب يشهي لَا يتَعَدَّى إِلَى مفعولين وَإِنَّمَا يتَعَدَّى إِلَى الثَّانِي بِحرف جر فَحَذفهُ وَهُوَ يُريدهُ كَأَنَّهُ قَالَ إِلَى كل جبان الْمَعْنى يَقُول عَاشَ فِي عز ومنعة يتمناهما الْعَدو ثمَّ مَاتَ موتا من غير عِلّة وَلَا ألم فَهُوَ يشهي الْمَوْت إِلَى الْجُبَنَاء