- الْغَرِيب الود الْمحبَّة وقمن أَي خليق وجدير فَإِن فتحت ميمه لم تثنه وَلم تجمعه وَلم تؤنثه وَإِن كسرت الْمِيم جمعت وثنيت وأنثت وَكَذَا إِذا قلت قمين الْمَعْنى يَقُول إِن كنت فِي قوم آخَرين وعاملوني معاملتكم فَارَقْتهمْ كَمَا فارقتكم قَالَ الواحدي هَذَا تَعْرِيض بالأسود يَعْنِي كافورا يُرِيد إِن جرى على رسمكم ألحقته بكم فِي الْفِرَاق وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد مثل هَذِه الأبيات

(لَا تَطْلُبِ الرّزْقَ بِامْتِهانِ ... وَلا تُرِدْ عُرْفَ ذِي امْتنانِ)

(وَاسْترْزِقَ اللهَ وَاسْتَعنْهُ ... فَإنَّهُ خَيْرُ مُسْتَعانِ)

(أشَدُّ مِنْ فاقَةٍ وَجُوعٍ ... إغْضاءُ حُرّ عَلى هَوَانِ)

(فَإنْ نَبا مَنْزِلٌ بِقَومٍ ... فَمِنْ مَكانٍ إِلَى مَكانِ)

22 - الْغَرِيب الأجلة جمع جلّ وَيُقَال جلّ وإجلال وَهُوَ مَا يتجلل بِهِ الْفرس والعذر جمع عذار والفسطاط اسْم لمصر وَفِيه سِتّ لُغَات فسطاط وفستاط بِالتَّاءِ أبدل من الطَّاء وفساط بِإِسْقَاط الطَّاء وبالتشديد وَكسر الْفَاء فِي الثَّلَاث والرسن الْحَبل الْمَعْنى يَقُول طَال بِمصْر مقَامي عنْدكُمْ حَتَّى أبلى إجلال فرسي وعذره ورسنه فبدل بغَيْرهَا

23 - الْغَرِيب الْهمام الْعَظِيم الهمة وَأَبُو الْمسك كنية كافور وَمُضر الْحَمْرَاء يرْوى بِالْإِضَافَة وبالصفة وَهُوَ مُضر بن نزار وَإِنَّمَا سموا مُضر الْحَمْرَاء لِأَن نزاراً لما مَاتَ ترك أَوْلَادًا أَرْبَعَة مُضر وَرَبِيعَة وإياد وأنمار فتحا كموا إِلَى جرهم فَأعْطى مُضر الذَّهَب وقبة حَمْرَاء فسموا بذلك وأنشدوا

(إِذا مُضرُ الحَمْرَاءِ عَبَّ عُبابُها ... فَمَنْ يَتَصَدَّى مَوْجَها حِينَ تَزْخَرُ)

وَأعْطى ربيعَة الْخَيل فمسوا ربيعَة الْفرس وأنشدوا

(قُولُوا لِقَحْطانَ مِنْ ذَوِي يمَنِ ... كَيْفَ وَجَدُتمْ رَبِيعَةَ الفَرْسِ)

وَأعْطى إياد الْإِبِل وَالْغنم فسموا إياد الشمط وأنشدوا

(إِذا مَا إيادُ الشَّمْطِ يَوْماً تَجشَّمَتْ ... ظَنَنْتَ لَها صُمَّ الجيادِ تمِيدُ)

وَأعْطى أَنْمَار الْحمار وَالْأَرْض وَمَا شاكلها فسميت أَنْمَار الْحمار وأنشدوا

(فَلَوَ أنَّ أنمارَ الحِمارِ تَناصَرَتْ ... لَكانَ لَها مِنْ بَينَ فَيدٍ إِلَى هَجَرْ)

واشتقاق مُضر من اللَّبن الماضر وَهُوَ الحامض وَقيل من الشَّيْء المضر وَهُوَ وَهُوَ الرَّائِق الْحسن يُقَال دُنْيَاهُ خضرَة مضرَّة الْمَعْنى يَقُول طَال مقَامي عِنْد أبي الْمسك الَّذِي نعْمَته قد عَمت النَّاس الْعَرَب العرباء بني نزار واليمن وأفرد الْيمن لأَنهم من غير ولد نزار فَأَرَادَ أَن مَعْرُوفَة قد وسع جَمِيع الْعَرَب

24 - الْغَرِيب وَهن يهن ووهن يوهن وَهنا ضعف وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَلَا تهنوا} الْآيَة الْمَعْنى يَقُول آمالي بموعده لَا تضعف وَلَا يتَأَخَّر عني مَا أؤمله من موعده وَلَا يضعف رجائي عِنْده ثمَّ ذكر عذر تَأَخره بقوله الْبَيْت بعده

25 - الْغَرِيب الْمَوَدَّة الْمحبَّة والابتلاء الاختبار وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {يَوْم تبلى السرائر} وَكَذَلِكَ الامتحان هُوَ الاختبار الْمَعْنى يَقُول هُوَ الوفي بِمَا وَعَدَني غير أَنه يختبر مَا ذكرت لَهُ من الْمحبَّة فَلهَذَا يتَأَخَّر عني مَا وَعَدَني بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015