- الْإِعْرَاب يجوز فِي كل الرّفْع وَالنّصب فالنصب بِفعل مُضْمر يُرِيد مَا يدْرك الْمَرْء كل مَا يتَمَنَّى فَلَمَّا أضمر الْفِعْل فسره بقوله يُدْرِكهُ كَقَوْلِك مَا زيدا ضَربته فيختار النصب لأجل النَّفْي ومضارعته وَهَذَا فِي لُغَة تَمِيم لِأَن مَا عِنْدهم غير عاملة فتجري مجْرى لَا فِي نَحْو قَول الْقَائِل

(لَا الدَّارُ غَيَّرَها بَعْدِي الأنِيسُ وَلا ... بِالدّارِ لوْ كَلَّمَتْ ذَا حاجةٍ صَمَمٌ)

أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ بِنصب الدَّار لأجل حرف النَّفْي وَأما أهل الْحجاز فيرفعون كل بِمَا لِأَنَّهَا عاملة عِنْدهم كليس وَيكون الْخَبَر يُدْرِكهُ وَمثله مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ لمزاحم الْعقيلِيّ

(وَقالُوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِني ... وَمَا كُلُّ مَنْ وَافى مِني أَنا عارِفُ)

أنْشدهُ بِالرَّفْع على إِرَادَة الْهَاء وَبَنُو تَمِيم ينصبون كلا على مَا تقدم وَالْقُرْآن قد جَاءَ بالحجازية فِي قَوْله تَعَالَى {مَا هَذَا بشرا} وَفِي قِرَاءَة السَّبْعَة {مَا هن أمهاتهم} بِكَسْر التَّاء الْمَعْنى يَقُول أعدائي يتمنون وَلَا يدركون مَا يتمنون فالرياح تجْرِي وَلَيْسَ كل مَا تجْرِي ترْضى بهَا السفن وَإِنَّمَا ترْضى السفن بالرياح الطّيبَة وَهَذَا مثل ضربه وَهُوَ من أحسن الْكَلَام

13 - الْغَرِيب الْعرض النَّفس ودر اللَّبن يدر الْمَعْنى يَقُول أَنْتُم لَا تمْنَعُونَ جاركم وتشتمون جاركم فَمن جاوركم لَا يقدر على صون عرضه مِنْكُم وَالنعَم إِذا رعى أَرْضكُم لم يدر اللَّبن على ذَلِك المرعى لوخامته وَهَذَا من أوجع الهجاء

14 - الْغَرِيب الضغن والضغن الحقد الْمَعْنى يَقُول من قرب مِنْكُم مللتموه وأبغضتموه وَمن أحبكم حقدتم عَلَيْهِ يُرِيد أَنهم لَا يجاوزون الْمُحب والغريب بِمَا يسْتَحقّهُ

15 - الْغَرِيب الرفد الْعَطاء والمنن جمع منَّة الْمَعْنى يَقُول لَا يخلوا عطاؤكم من الْمَنّ والأذى وَهَذَا كُله تَعْرِيض بِسيف الدولة

16 - الْغَرِيب اليهماء الأَرْض الَّتِي لَا يَهْتَدِي فِيهَا يُقَال برأيهم وفلاة يهماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015