- 1 - الْإِعْرَاب تكرمة نصب على الْمصدر أَي وتكرمت تكرمة الْمَعْنى يَقُول كتمت حَتَّى عَن محبوبي حَتَّى غلب الْأَمر فَاسْتَوَى إعلامي وإسراري وَقَالَ الواحدي تكرمت بكتمان حبك حَتَّى كتمته مِنْك وَيجوز أَن يكون المغنى إِكْرَاما للحب وإعظاما لَهُ حَتَّى لَا يطلع عَلَيْهِ ثمَّ تَغَيَّرت الْحَال حَتَّى ظهر بالشواهد الدَّالَّة عَلَيْهِ وَبَطل الكتمان وَهَذَا معنى جيد

2 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي كَأَنَّهُ للحب وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هِيَ رَاجِعَة إِلَى الكتمان فأضمر لدلَالَة كتمت عَلَيْهِ الْغَرِيب السقم والسقم كالحزن والحزن لُغَتَانِ وَقَرَأَ حَمْزَة وَعلي ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا بِضَم الْحَاء الْمَعْنى قَالَ الواحدي لم يعرف الشَّيْخَانِ معنى هَذَا الْبَيْت فَقَالَ أَبُو الْفَتْح كَأَنَّهُ أَي كَأَن الكتمان ثمَّ قَالَ وَمَا علمت أحدا ذكر استتار سقمه وَأَن الكتمان أخفاه غير هَذَا الرجل وَقَالَ أَبُو عَليّ بن فورجة كَأَنَّهُ زَاد يَعْنِي الكتمان وَقَوله فَصَارَ سقمي كَأَنَّهُ فِي وعَاء من الكتمان فَكَأَنَّهُ يَقُول كَأَن كتماني فِي جسمي فَصَارَ جسمي فِي كتماني وَهَذَا مثل قَول أبي الْفَتْح قَالَ وَإِنَّمَا ذكرت كَلَامهمَا ليعرف أَنَّهُمَا لم يقفا على معنى الْبَيْت وأخطا حَيْثُ جعلا الْخَبَر عَن الكتمان وَإِنَّمَا هُوَ عَن الْحبّ يَقُول كَأَن الْحبّ زَاد حَتَّى لَا أقدر على إِمْسَاكه وكتمانه ثمَّ فاض عَن جَسَدِي كَمَا يفِيض المَاء إِذا زَاد عَليّ ملْء الْإِنَاء وَصَارَ سقمي بالحب فِي الكتمان أَي سقم كتماني وَضعف وَإِذا سقم الكتمان صَحَّ الإفشاء ووضح الإعلان قَالَ والأستاذ أَبُو بكر فسر هَذَا التَّفْسِير وَهُوَ على مَا قَالَ وَقَالَ الشريف هبة الله بن عَليّ الشجري فِي أَمَالِيهِ شبه أَبُو الطّيب حبه الْأَشْيَاء المائعة فوصفه بالفيض ثمَّ قَالَ فَصَارَ سقمي لما افرط حبي فِي الزِّيَادَة وَصَارَ كالشيء الفائض فقوى سقمي بِهِ وانتقل إِلَى جسم كتماني فأذابه وأضعفه فَلَمَّا ضعف الكتمان ظهر الْحبّ لضعف مخفيه قَالَ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح دلّ الكتمان عَليّ قَالَ وَهَذَا من بدائعه فِي هَذَا القَوْل اختلال فِي الْإِعْرَاب وَفَسَاد فِي الْمَعْنى وتناقض فِي اللَّفْظ وَذَلِكَ أَنه إِذا عَاد الضَّمِير من كَأَنَّهُ إِلَى الكتمان وَجب إِعَادَة الضمائر الَّتِي بعده إِلَى الكتمان فَيصير التَّقْدِير كَأَن الكتمان زَاد حَتَّى فاض فَصَارَ سقمي بِهِ أَي بِالْكِتْمَانِ فِي جسم كتماني فَفِي هَذَا اختلال فِي الْإِعْرَاب كَمَا ترى وَقد جعل الكتمان هُوَ الَّذِي أسقمه مَعَ أَن الْحبّ هُوَ المسقم لَهُ وَقَوله ذكر استتار سقمه وَأَن الكتمان أخفاه أَي مَعَ أَنه مُنَاقض لمساواة إسراره إعلانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015