- الْغَرِيب النجاد حمائل السَّيْف فَإِذا طَالَتْ الحمائل دلّ على طول الْقَامَة والطول مِمَّا تمدح بِهِ الْعَرَب وَمَا أحسن مَا قَالَ الحكمى فِي الْأَمِير مُحَمَّد بن زبيدة

(سَبْطُ البَنان إذَا احْتَبى بِنجادِهِ ... عَمَرَ الجَماجِمَ وَالصُّفُوفُ قِيامُ)

والعماد عَمُود الْخَيْمَة تقوم عَلَيْهِ وَهُوَ مَا يمدح بِهِ لِأَنَّهُ إِذا طَال كَانَ دَلِيلا لمن يَقْصِدهُ ويزوره وَطول الْقَنَاة يدل على شدَّة ساعد حاملها لِأَنَّهُ لَا يقدر على حمل الْقَنَاة الطَّوِيلَة إِلَّا القوى الشَّديد الْمَعْنى يَقُول أَنا شُجَاع كريم قوي حمائل سَيفي طوال وعماد بَيْتِي طَوِيل يُرَاد القاصد من بعيد فيأتيه ورمحي طَوِيل لِأَنِّي قوي شَدِيد

6 - الْغَرِيب اللحاظ طرف الْعين مِمَّا يَلِي الصدغ والحفاظ الْمُحَافظَة على مَا يجب حفظه والجنان الْقلب والحسام السَّيْف الْقَاطِع الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْأَشْيَاء كلهَا مني حَدِيدَة أَي قويه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فبصرك الْيَوْم حَدِيد} أَي لحاظي حَدِيدَة لِأَنَّهَا ترى فِي الْحَرْب مقَاتل الْأَعْدَاء فَأَنا قويها وقوى الْحِفْظ وَالْقلب وَالسيف وَقد نَقله من قَوْله حبيب

(وَهْوَ غَضُّ الإباءِ وَالرَّأيِ غضُّ الحَزْمِ ... غَضُّ النَّوَالِ غَضُّ الشَّبابِ)

7 - الْغَرِيب المنايا جمع منية وَهِي الْمَوْت والرهان من قَوْلهم راهنت فلَانا على كَذَا أَي خاطرته وَهُوَ الرَّهْن الَّذِي كَانُوا يرهنون فِي سباق الْخَيل وَقد جَاءَ رهنته وأرهنته بِمَعْنى وأنشدوا لعبد الله بن همام السلولى

(فَلَمَّا خَشِيتُ أظافيِرَهُمْ ... نجَوْتُ وَأرْهَنْتُهُمْ مالِكا)

قَالَ ثَعْلَب كل الروَاة قَالُوا أرهنتهم إِلَّا الْأَصْمَعِي فَإِنَّهُ رَوَاهُ وأرهنهم عطفا لفعل مُسْتَقْبل على فعل مَاض وَشبهه بقَوْلهمْ قُمْت وأصك وَجهه لِأَن الْوَاو وَاو الْحَال فَيجْعَل أصك حَالا للْفِعْل وَقد عَابَ الْأَخْفَش قِرَاءَة ابْن كثر وَابْن الْعَلَاء فرهن وَقَالَ هِيَ قبيحة لِأَنَّهُ لَا يجمع فعل على فعل إِلَّا شاذا إِلَّا أَن يكون جمع رهن على رهان وَجمع رهان على رهن كفرش وفراش وَغَابَ عَن الْأَخْفَش جمعه سقفا على سقف فقد قَرَأَ أهل الْكُوفَة وَنَافِع وَابْن عَامر ولبيوتهم سقفا من فضَّة وَهَذَا جمع سقف فَكَانَ الأولى أَن يعيب على هَؤُلَاءِ جمعهم سقفا على سقف الْمَعْنى يَقُول سَيفي يُبَادر آجال الْعباد مسابقة فيقتلهم قبل انْقِضَاء أيامهم الْمَكْتُوبَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015