الْمَعْنى يُرِيد لَا يُسمى عِنْد تَسْمِيَة الْمجد غير قيس فَيكْتب بِسم الله ثمَّ اسْم هَذِه الْقَبِيلَة ثمَّ السَّلَام الَّذِي يكْتب فِي أَوَاخِر الْكتب فَأَرَادَ أَن الْمجد انْتهى إِلَى هَذِه الْقَبِيلَة وَفرغ من السَّلَام

19 - الْغَرِيب النعام تشْتَهي الْجَمْر لفرط برودة فِي طبعها وجمرات الْعَرَب ثَلَاث بنوضبة بن أد وَبَنُو الْحَارِث بن كَعْب وَبَنُو نمير بن عَامر فطفئت مِنْهُم جمرتان طفئت ضبة لِأَنَّهَا حالفت الربَاب وطفئت بَنو الْحَارِث لِأَنَّهَا حالفت مذْحج وَبقيت بَنو نمير لم تطفأ لِأَنَّهَا لم تحالف وكل قَبيلَة كَانُوا كلهم يدا وَاحِدَة وَلم يحالفوا غَيرهم فهم جَمْرَة وَقيل الجمرات عبس والْحَارث وضبة وهم إخْوَة لأم وَذَلِكَ أَن امْرَأَة من الْيمن رَأَتْ فِي الْمَنَام أَنه خرج من فرجهَا ثَلَاث جمرات فَتَزَوجهَا كَعْب بن عبد المدان رجل من الْيمن فَولدت لَهُ الْحَارِث بن كَعْب وهم أَشْرَاف الْيمن ثمَّ تزَوجهَا بغيض بن ريث فَولدت لَهُ عبسا وهم فرسَان الْعَرَب ثمَّ تزَوجهَا أد فَولدت لَهُ ضبة فجمرتان فِي مُضر وجمرة فِي الْيمن الْمَعْنى يَقُول أَنْتُم أَصْحَاب بَأْس وشجاعة فَلَا يقدر أحد أَن يُضَاف لكم لأنكم أَفْخَر النَّاس كرما وشجاعة

20 - الْغَرِيب كل ليل طَال من مرض أوهم فَهُوَ تَمام وَأكْثر مَا جَاءَ ليل التَّمام بِالْألف وَاللَّام وَإِنَّمَا جَاءَ بِهِ للقافية وَإِلَّا فقد تمّ الْكَلَام بِدُونِهِ الْمَعْنى يَقُول يوقدون النَّار بِاللَّيْلِ للقرى فالليل كُله صبح لزوَال الظلام والإصباح ليل لأَنهم يوقدون بِالنَّهَارِ النَّار لأجل الْقرى وَإِن ضيافتهم لَا تَنْقَطِع لَيْلًا وَلَا نَهَارا فدخان النَّار يستر ضِيَاء الشَّمْس وَيجوز أَن يُرِيد أَنهم يغيرون فِي النَّهَار ويحاربون فيزول نور النَّهَار بالغبار وَهُوَ معنى حسن وَقد أَخذه الحيص بيص بقوله

(نَفى وَاضحَ التشْرِيقِ عنْ شَمْسِ أرضِهِ ... دُخانُ قُدورٍ أوْ عجاجَةُ قَسْطَلِ)

21 - الْمَعْنى يَقُول لكم همم عالية قد بلغتكم أَعلَى الْمَرَاتِب مَرَاتِب لاتبلغها الوهام وَلم يخْطر فِي وهم أحد أَنه يبلغهَا

22 - الْغَرِيب الانبراء التَّعَرُّض للشَّيْء والنفاد الفناء قَالَ الله تَعَالَى {لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015