الْمَعْنى يَقُول يَا معَاذ يخفى عَلَيْك مَكَاني فِي الْحَرْب لِأَنِّي ملتبس بالأبطال مختلط بالأقران بِحَيْثُ لَا تراني أَنْت ومعاذ مَرْفُوع بِالْبَدَلِ من أبي عبد الله وَلَو كَانَ عطف بَيَان لَكَانَ مَنْصُوبًا منونا لأَنهم أجروا عطف الْبَيَان مجْرى الصّفة

2 - الْإِعْرَاب مَا يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن تكون زَائِدَة كَقَوْلِه تَعَالَى {فِيمَا رَحمَه من الله} وكقول الشَّاعِر

(وَإنْ أُمْسِ مَا شَيْخا كَبيراً فَطالمَا ... عُمَّرْتُ وَلكنْ لَا أرَى العُمرَ يَنْفَعُ)

وَالْآخر أَن تكون بِمَعْنى الَّذِي أَو نكرَة فيضمر هُوَ بعْدهَا فَإِذا كَانَت نكرَة فتقديره جسيم شَيْء هُوَ طلبي الْغَرِيب الجسيم الْعَظِيم وَقَالَ أَبُو الْفَتْح أَصله مَا ثقل من الْكَلَام ثمَّ استعبر فِي كل أَمر عَظِيم فَقَالُوا جسيم وَإِن لم يكن لَهُ شخص الْمَعْنى يَقُول عاتبتني على طلب الْأَمر الْعَظِيم ومخاطرتنا فِيهِ بالأرواح الْعَظِيمَة وَهَذَا لندرك الْفضل والشرف

3 - الْمَعْنى يَقُول مثلي لَا تصيبه النكبات وَهِي الشدائد الَّتِي تنكب الْإِنْسَان يَقُول لَا تصيبني وَهَذَا إِمَّا لِأَنَّهُ حَازِم يَدْفَعهَا عَن نَفسه بحزمه أَو أَنه صابر عَلَيْهَا فَلَيْسَتْ تُؤثر فِيهِ

4 - يَقُول الزَّمَان هُوَ مَحل النكبات والنوائب وَلَو كَانَ شخصا ثمَّ برز إِلَيّ للحرب لخضبت شعر رَأسه

5 - الْمَعْنى يَقُول لم يبلغ الزَّمَان مُرَاده مني من تَغْيِير حَالي وتوهين أَمْرِي وَمَا انقدت لَهُ انقياد من أعْطى زمامه وَهُوَ من قَول البحتري

(لَعَمْرُ أبي الأيَّامِ مَا جارَ صَرفُها ... عَلي وَلا أعْطَيْتُها ثِنْىَ مقْوَدي)

6 - الْإِعْرَاب أَرَادَ أَصْحَاب الْخَيل فَحذف كَقَوْلِه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يَا خيل الله أَي يَا خيل أَصْحَاب الله فَحذف وَأَرَادَ فويل لَهَا فَحذف للْعلم بِهِ الْمَعْنى يَقُول هم يخافونني فَإِذا رأوني فِي النّوم ذهبت لَذَّة نومهم فَلَا ينامون وَإِذا ذكروني ذهبت أَمَنَة يقظتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015