وَلَا أحفل بنوادر مَا أنظم ويسهر الْخلق فِي تحفظ ذَلِك وتعلمه ويختصمون فِي تعرفه وتفهمه فأستقل مِنْهُ مَا يستكثرون وأغفل عَمَّا يغتنمون

17 - الْغَرِيب أصل الْفرس دق الْعُنُق وَمِنْه سمى الْأسد فِرَاسًا الْمَعْنى يَقُول رب جَاهِل خدعه تركي لَهُ فِي جَهله وضحكي مِنْهُ حَتَّى افترسته بعد زمَان فأهلكته فَأَنا أغضي عَن الْجَاهِل حَتَّى أهلكه فَرب جَاهِل اغْترَّ بمجاملتي ومسامحتي إِيَّاه وضحكي على جَهله حَتَّى سطوت بِهِ ففرسته وغضبت عَلَيْهِ فأهلكته

18 - الْغَرِيب النيوب جمع نَاب وَاللَّيْث الْأسد الْمَعْنى يَقُول إِذا كشر الْأسد عَن نابه فَلَيْسَ ذَلِك تبسما وَإِنَّمَا هُوَ قصد للافتراس وَهَذَا مثل ضربه يَعْنِي أَنه وَإِن أبدى بشره للجاهل فَلَيْسَ هُوَ رضَا عَنهُ فَإِن اللَّيْث إِذا كشر لَا تظنه مُتَبَسِّمًا وَإِن ذَلِك أقرب لبطشه وأدل على مَا يحذر من فعله فَكَذَلِك ضحكي للجاهل قَادَهُ إِلَى صرعته وَأَدَّاهُ إِلَى هَلَكته وَمعنى الْبَيْت من قَول الشَّاعِر

(لمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ ... أبْدَي نَوَاجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ)

وَأَخذه حبيب فَقَالَ

(قَدْ قَلَصَتْ شَفَتاهُ مِنْ حَفِيظَتِهِ ... فَخِيْلَ مِنْ شِدة التَّعْبِيسِ مُبتِسما)

19 - الْمَعْنى يَقُول رب إِنْسَان طلب نَفسِي كَمَا طلبت نَفسه أدركتها على جواد ظَهره حرم لأمن رَاكِبه لِأَنَّهُ لَا يقدر عَلَيْهِ فَكَأَن فِي حرم يَقُول أدْركْت مِنْهُ مَا أَرَادَ أَن يدْرك مني من قَتْلَى فَقتلته وظفرت بِهِ وَوصف جَوَاده الْبَيْت بعده

20 - الْمَعْنى يَقُول هُوَ صَحِيح الجري يصف اسْتِوَاء وَقع قوائمه وَصِحَّة جريه فَكَأَن رجلَيْهِ رجل وَاحِدَة لِأَنَّهُ يرفعها مَعًا ويضعهما مَعًا وَكَذَلِكَ اليدان وَهَذَا الجري يُسمى النقال والمناقلة وَفعله مَا تُرِيدُ الْكَفّ بِالسَّوْطِ وَالرجل بالاستحثاث فَهُوَ بجريه يُغْنِيك عَنْهُمَا وَقَالَ ابْن الإفليلى وَفعله فِي السرعة مَا تُرِيدُ الْقدَم الَّتِي بهَا يستعجل وَفِي المؤاتاة والموافقة مَا تُرِيدُ الْكَفّ الَّتِي بهَا يستوقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015