جعل الإخبار عن العظام، وإن كان ما وصفه حالاً للجملة لا لها وحدها، لقوله: سلبت عظامي لحمها. والمعنى إن ذكر الفراق يبلغ منها هذا المبلغ العظيم. وهي أنها لارتعادها تتداخل مفاصلها ويحتك بعضها ببعض حتى تسمع لها قعقعة، وذلك لهول ما ينتظره من وقوعه في نفسه، واستعظامه للخطب وفي وله. وقوله خذي بيدي أراد أن يريها ما تستعبده من وصف حاله بالخبر مشاهدة، فقال: خذي بيدي مستنهضة لي يبن لك أمري، ويظهر المكنون فيك من ضري، والمجلول علي من هزالي، والمستور عنك من سوء حالي، وقوله إلا أنني أتستر استثناء منقطع من الأول، كأنه أراد: لكني أتستر بتجلد أظهره، وبصبر أتقى الناس به. وفي البيت طباق بقوله تبيني وأتستر. وأصل تبيني تتبني، فحذف إحدى التاءين.

تم باب النسيب، والحمد لله على تظاهر آلائه، وتوالي نعمائه، والصلاة على سيدنا محمد وآله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015