الحريش، ويروى للعباس بن مرداسٍ:
شهدن مع النبي مسوماتٍ ... حنيناً وهي دامية الحوامي
الحوامي من الحماية، وهي المنع. وكما جعلوا للحوافر حوامي سموا ما بطوى به البئر من الحجارة وغيرها ليحمي جوانبها من التشعث والتهدم: حوامي. يصف خيلاً فيقول: حضرت حنيناً مع النبي، صلى الله عليه وسلم وعلى آله، معلماتٍ وقد دميت جوانب حوافرها لكثرة العدو، ولما لحقها من التعب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا هوازن بوادي حنين، ورئيس هوازن مالك بن عوفٍ النصري، وهو اليوم الذي قتل فيه دريد ابن الصمة الجشمي. وإنما قال مسوماتٍ لأنهم أعلموا أنفسهم بعلاماتٍ ليبين بها فضل كل منهم وبلاؤه. والسيماء: العلامة، وقد فسر قوله تعالى: " والخيل المسومة " على ذلك. وكذلك قوله تعالى في موضع آخر: " سماهم في وجوههم من أثر السجود ".
ووقعة خالدٍ شهدت وحكت ... سنابكها على البلد الحرام
أصل الحك صدم جسمٍ بآخر وترديده عليه ليؤثر فيه. وتوسعوا فيه فقالوا: حك هذا الأمر في صدري، لما يتردد في خاطرك. وهو يتحكك بفلانٍ أي يتعرض له، حتى إنهم يقولون للشيء الخفي: هو حكيك نحيت. ويعني خالد بن الوليد بن المغيرة. وأشار بهذا إلى فتح مكة، وإنما نسبها إلى خالد لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل خالداً يوم الفتح على الخيل فلقي قريشاً بالخندمة، فقاتلهم وهزمهم. فيقول: وحضرت أيضاً وقعة خالدٍ يوم الفتح، وحكت أطراف حوافرها بأرض الحرم. والمراد بيان طول ممارستها للحروب والوقعات، وترددها في تحمل أعباء الشر والمشقات.
نعرض للسيوف بكل ثغرٍ ... خدوداً ما تعرض للطام