وجدت له شباة. حكاه أبو عمرو. ويجوز أن يكون شبوة وهو اسم العقرب، من الشبا، لإبرتها.
وقوله وبما أبركهم معطوفٌ على لبما كان. والجعجع: مناخ سوءٍ، وهو الأرض الغليظة. والأظل: باطن خف البعير. ومعنى ينقب أي يحفى. والمراد: وبما كان ينال منهم ويحملهم فيه على المراكب الصعبة، وينزلهم له بالمنازل الحزنة، التي تؤثر في أنفسهم وأموالهم. وهم يجعلون مثل هذا الكلام كنايةً عن التأثير القبيح. ويشبهه قول الآخر:
من يذق الحرب يجد طعمها ... مراً وتبركه بجعجاع
وقول الآخر:
لقد حملت قيس بن عيلان حربنا ... على يابس السيساء محدودب الظهر
وقول الآخر:
وحملناهم على حزن ثهلا ... ن شلالاً ودمي الأنساء
صليت مني هذيلٌ بخرقٍ ... لا يمل الشر حتى يملوا
ينهل الصعدة حتى إذا ما ... نهلت كان لها منه عل
يقول: ابتليت هذيلٌ من جهتي برجلٍ كريمٍ يتخرق في العرف مع الأولياء، وبالنكر مع الأعداء، لا يفتر عن النكاية فيهم، وعن الإغارة عليهم ما دام لهم ثباتٌ وكان للجزاء عليهم محملٌ. وقوله حتى يملوا يريد حتى يملوه، وليس المراد قعودهم عن مكافأته، ومتاركتهم لهيجه، وإنما يريد أنه لا يكف عن الإيقاع بهم، ولا يمسك عن التأثير فيهم، حتى يبشموا الشر وحتى لا تبقى فيهم قوة ولا نهوضٌ فيراصدوا أو يناكدوا.
وقوله ينهل الصعدة يريد الإبانة عن الحال التي أشار إليها من دوام الحرب، وبسط القتل، فيقول: يروي الرمح من دمائهم بالسقية الأولى، فإذا ما رويت لم يرضه