الإضافة النائبة عن من في قولهم: هو أجل من كذا، ومعناه الجليل. وقوله بزني الدهر أي غلبني واستلبني. وقوله بأبي الباء دخلت للتأكيد زائدةً، كأنه قال: بزني الدهر أبياً. ومثله قول الآخر:

سود المحاجر لا يقرأن بالسور

ويجوز أن يكون عدى بزني بالباء لما كان معناه فجعني، ويكون من باب ما عدي بالمعنى دون اللفظ، كقوله:

إذا تغنى الحمام الوزق هيجني ... ولو تعزيت عنها أم عمار

وقوله جاره ما يذل من صفة الأبي. والأبي المتصعب المتمنع. والغشم: الظلم والقهر. وقوله وكان غشوماً يعني به الدهر، وهو اعتراضٌ بين الفاعل والمفعول، ومثله يتأكد به الكلام. وقوله يذل يروى بفتح الياء، ويذل على ما لم يسم فاعله، والمعنى ظاهر، وصفه بأنه كان عزيز الجار محمي الفناء، وأنه كان له عدةً على الدهر، وسلاحاً معه فاستلبه منه.

شامسٌ في القر حتى إذا ما ... ذكت الشعرى فبردٌ وظل

يابس الجنبين من غير بوسٍ ... وندي الكفين شهمٌ مدل

وصفه بأنه كان ينتفع به في كل حالٍ وزمان، وأنه كان غياثاً للناس في حالتي السراء والضراء، فكان الشمس عند البرد، والظل عند الحر. يقال: ذكت النار تذكو، وأذكيتها، وكذلك أذكيت الحرب. ونوء الشعرى بشدة الحر يجيء. ويقال للشمس ذكاء من ذلك. وقد جاء مثل هذا في النسيب، يقول ابن الرقيات:

سخنةٌ في الشتاء باردة الصيف هلالٌ في الليلة الظلماء

والمعنى أنها للضجيع في الصيف هكذا، وفي الشتاء هكذا. وقد أتى الأعشى بهذين المعنيين في بيتين، وابن الرقيات أتى بهما مع ثالثٍ لهما في بيت واحد. وبيت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015