ونقي الجيب. وقوله خارجٌ نصف ساقه يصفه بالتشمر. وقد قيل: هو عاري الظنوب، في هذا المعنى. قال:

عاري الظنابيب ممتد نواشره

وقد يراد بهذا قلة اللحم والهزال. وقوله بعيدٌ من الآفات يريد أنه لا داء به ولا غائلة، فهو سليم الأعضاء متين القوى. ومعنى طلاع أنجد أنه يتصعد في درج السمو. ويقال طلاع أنجدةٍ أيضاً، قال:

طلاع أنجدةٍ في كشحه هضم

فأنجدةٌ جمع نجادٍ، ونجادٌ جمع نجدٍ. فأما أنجدٌ، فالأصل أن يكون لأدنى العدد وقد استعير للكثير، لأنه كفلسٍ وأفلس. وهم كما يضعون بناء القليل للكثير والكثير للقليل في أصل الوضع، يستعيرون بناء القليل للكثير وإن كان بناء الكثير قد استعمل أيضاً. يكشف هذا أيضاً أنهم يقولون: رسنٌ وأرسانٌ، فوضعوه للكثير وإن كان في الأصل للقليل؛ وقالوا درهمٌ ودراهم فوضعوه للقليل. وقال الله تعالى: " وهم في الغرفات آمنون " يريد أهل الجنة. فوضع الغرفات موضع الغرف على الاستعارة.

قليل التشكي للمصيبات حافظٌ ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد

يريد بقوله قليل نفى أنواع التشكي كلها عنه. على هذا قوله تعالى: " فقليلاً ما يؤمنون "، وقولهم: قل رجلٌ يقول ذاك، وأقل رجلٍ يقول ذاك. والمعنى: أنه لا يتألم للنوائب تنزل بساحته، والمصائب تتجدد عليه في ذويه وعشيرته، وأنه يحفظ من يومه ما يتعقب أفعاله من أحاديث الناس في غده، فهو نقي الأفعال من العيوب، طيب الأخبار في أفواه الناس، صبورٌ على العزاء.

تراه خميص البطن والزاد حاضرٌ ... عتيدٌ ويغدو في القميص المقدد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015